كامل جابر وعساف ابو رحال
قرّرت إيرلندا سحب 160 من جنودها العاملين في قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل). وقال الجيش الإيرلندي في بيان وزع في دبلن إن الوحدة الإيرلندية ستبدأ اليوم الاستعدادات للعودة إلى الديار الشهر المقبل.
مصادر أمنية لبنانية أشارت إلى أن انسحاب جنود القوة الإيرلندية يأتي في إطار منفصل، يرتبط مباشرة بانسحاب الفرقة الهندسية الفنلندية التي أتت إلى لبنان بعد توقف عدوان تموز وإعادة انتشار اليونيفيل للمساهمة في بناء الطرقات وبعض الأمور الهندسية. ويقضي اتفاق ضمني بين إيرلندا وفنلندا، وهما من الدول الاسكندنافية، أن تعمل الفرق الهندسية الفنلندية تحت حماية جنود من الكتيبة الإيرلندية في إطار قوات الأمم المتحدة، أينما كانت أو حلّت.
وقد شارف وجود القوة الفنلندية الوحيدة العاملة في إطار اليونيفيل، وتتألف من 150 جندياً لوجستياً، وهي فرقة هندسية بامتياز، على الانتهاء بعد إتمام السنة على وجودها في لبنان، وهي المدة المعلنة خلال وصولها. ومن الطبيعي أن تغادر معها فرقة الحماية الإيرلندية، لتحل مكانهما قوة إيرلندية سوف تلتحق بالكتيبة الموزعة بين مقر قيادة اليونيفيل في الناقورة ومركزها الرئيسي في تبنين.
وكان قد تم نشر قوة إيرلندية في لبنان في تشرين الأول 2006 يراوح عديدها بين 400 و500 عسكري، في إطار توسيع ولاية اليونيفيل التي أصبح عديد قواتها منذ نهاية تموز 2007 نحو 13 ألفاً و500 جندي منتشرين جنوبي نهر الليطاني.
من جهة ثانية، وضع رئيس «الخلية الاستراتيجية» التابعة لـ«اليونيفيل» الجنرال الفرنسي برونو نوفو أمس الحجر الأساس للمبنى الجديد التابع لقيادة القطاع الغربي في «اليونيفيل» وقد تمّ ذلك أثناء زيارة تفقدية قام بها برونو لمقر قيادة القطاع الغربي في تبنين، حيث اجتمع إلى كبار الضباط واطّلع منهم على طبيعة النشاطات الإنسانية التي يقوم بها الجنود الدوليون مثمّناً العلاقة المميزة التي تربط الجنود بالأهالي.
إلى ذلك، قلّدت الكتيبة الهندية التاسعة العاملة في قوات الطوارئ الدولية، جنودها وضباطها أوسمة السلام، في احتفال أقيم في مقر القيادة في نقار كوكبا، بحضور القائد العام لليونيفيل الجنرال كلوديو غرازيانو، وقادة وحدات اليونيفيل وكبار ضباط الجيش اللبناني وحشد من المدعوين.
وألقى غرازيانو كلمة رأى فيها أن اليونيفيل حققت مستوى عالياً في مراقبة الخط الأزرق والتضامن مع الجيش اللبناني والسكان، وقال: «القوات الدولية مطالَبة باتخاذ المواقف المناسبة لإتمام مهمة السلام والاستقرار في جنوب لبنان تنفيذاً للقرار 1701». وفي حديث مع الصحافيين أوضح غرازيانو أن اليونيفيل تأخذ الخروق الجوية الإسرائيلية في الحساب، وتعمل جادة للسيطرة عليها كما تطالب كافة الأفرقاء بأخذ مواقف تؤدي إلى الاستقرار. وعن موضوع بلدة الغجر، قال إن العمل جارٍ مع الحكومتين اللبنانية والإسرائيلية ولا جديد حتى الآن، مشيراً إلى أنه اجتمع بالرئيس فؤاد السنيورة ثم بوزيرة الخارجية الإسرائيلية من أجل الحفاظ على الهدوء ومنع الخروق على جانبي الحدود.