نادر فوز ـ راجانا حميّة
بدأت الساعات الأخيرة تنفد أمام القوى السياسية في اليسوعية: التحضيرات لا تزال قائمة، ومحاولات «الإغواء السياسي» تتكرّر، على رغم أنّ عدداً كبيراً من الطلاب حسم خياراته طبقاً للأجواء السياسية العامة

في كليّة العلوم السياسية في «هوفلين»، أجرى أمس مرشّحا رئاسة الهيئة، جير الدين فرّاج وفيليب أبو زيد، جلسة النقاش الأخير، فعرضا برنامجيهما الانتخابييْن أمام زملاء كليّتهما. ركّز المرشّحان على مسائل ثقافية وأكاديمية وسياسية وترفيهية، كما تطرقا إلى العلاقة مع الإدارة، والأقساط والمساعدات المالية. بدت الأجواء هادئة في «السياسة»، وخصوصاً أنّ مرشحي الرئاسة يعدان نفسيهما مستقلّيْن، على رغم دعم التيار الوطني الحرّ لأبي زيد الذي شدّد على أهمية وجود السياسة لكن «عدم تسييس المعركة والرئاسة والهيئة الطلابية»، داعياً إلى تعاون جميع الطلاب لصون مصالحهم مهما كانت حدّة الخلاف السياسي.
وأبدى عدد من الطلاب، انزعاجهم لكون المرشحة جير الدين لا تتحدث إلا بالفرنسية، إذ طلبت مرات عدة ترجمة أسئلة زملائها، على الرغم من كون «مشروعها جيّداً ويتضمّن نقاطاً مهمّة».
من الغرفة التي اجتمع فيها طلاب العلوم السياسية، سُمع صراخ زملائهم في إدارة الأعمال الذين اجتمعوا أيضاً لمناقشة مشاريع مرشحيْ رئاسة هيئتهم الطلابية فادي روفايل (القوات)، وجهاد خوري (التيار الوطني الحر). وعرض كلّ من المرشحين مشروع حزبه، فأُطلقت الوعود على أمل تحقيقها. وفيما يبدي الجميع ارتياحهم للمعركة الانتخابية، يصرّون على هدوء النهار الانتخابي المنتظر والتشديد وإبقاء «الاستحقاق» ضمن الأجواء الديموقراطية، «فالجميع أصدقاء وليربح الأفضل»
وفي كليّة العلوم الاقتصادية، يبدو أنّ المعركة الانتخابية ستكون «شرسة» بين قوى المعارضة والموالاة، على الرغم من اكتساح التيار الوطني الحرّ وحلفائه العام الماضي جميع مقاعد هيئة «الاقتصاد». ويتنافس على رئاسة الهيئة كل من إيلي روحنا، طالب مستقل مدعوم من المعارضة، وجورج شرابية، مرشّح القوات اللبنانية. «معركة عالمنخار»، تنتظر طلاب هذه الكليّة ووعدت القوات اللبنانية بتحقيق المفاجآت.
أما في كليّة الحقوق، فحُسمت رئاسة هيئتها لمصلحة الرئيس التوافقي بين قوى «هوفلين»، روجيه غاسبار. وبقي الأهم في هذه الكلية انتخاب أعضاء الهيئة، طالبين عن كل سنة دراسية، حيث ظهرت إضافةً إلى المعارضة والموالاة مجموعة trait d union (همزة وصل) التي اعتبرت نفسها مستقلة عن الأحزاب السياسية الموجودة في «هوفلين».
من جهة ثانية، بلغت الجولة الانتخابيّة في كلّية الصيدلة في حرم العلوم الطبّية في الجامعة اليسوعيّة الذروة، واستخدمت المرشّحة «المستقلّة» الطالبة في السنة الخامسة مجدة طنجر موقع «الفايس بوك» Facebook تحت عنوان «Magda tanjar pour la presidence»، مع بعض التعليقات التي لم توح بالاستقلاليّة التي أرادتها المرشّحة نفسها، إذ خرقت مجموعة «الفايس بوك» كلمات تشير إلى معركةٍ سياسيّة في حرمٍ جامعي، من مثل «أرادوها حرباً مفتوحة فلتكن، فنحن رجالها...ما عاش اللي بدّو يوقف بوجهنا». قد تكون هذه التعليقات أحد وجوه المعركة الانتخابيّة التي بدأت بوادرها على الشبكة الإلكترونيّة بعد فشل المساعي الطالبيّة في تجنيب الكلّية معركة انتخابيّة، لكنّها لم تكن الأخيرة في الكلّية بعد «بروفة» الأمس خلال جلسة مناقشة البرامج الانتخابيّة لمرشّحتي رئاسة الهيئة الطالبيّة مجدة طنجر وأليس الحاج. فمناقشة الأمس لم تخلُ من التعليقات السياسيّة و«الهيصة» من المناصرين الذين حاول كلّ فريقٍ منهم «التشويش» على الفريق الآخر، لحظة إعلان برنامجه. أمّا في شقّ البرامج، فلم يخلُ بعضها من الناحية السياسيّة، وإن كانت هذه الناحية، كما لفتت الحاج، تهدف إلى العمل على التخفيف من حدّة التوتّرات السياسيّة داخل الحرم. وبعيداً عن البرامج الانتخابيّة، كان من المفترض أن تتجنّب الكلّية هذه المعركة، كما يلفت أحد الطلّاب في الكلّية، لو «أنّ مجدة رضيت توقيع ورقةٍ تعلن فيها أنّها مستقلّة، إلاّ أنّها رفضت، تحت حجّة أن الكلّ يعرف أنّها مستقلّة»، ولذلك عندما رفضت مجدة التوقيع، ترشّحت أليس في وجهها...وبدأت المعركة.