نهر البارد ــ عبد الكافي الصمد
يُنتظر أن يبلغ عدد العائلات العائدة إلى الجزء الجديد من مخيّم نهر البارد، مطلع هذا الأسبوع، نحو 1200 عائلة فلسطينية، أو ما يُقدّر بنحو 7000 آلاف شخص تقريباً، وفق الإحصاءات الأوّلية التي أجرتها وكالة «الأونروا».
إلّا أنّ اللافت في موضوع العودة إلى الجزء الجديد من المخيّم، أو ما أصبح يُطلق عليه استطراداً من جانب العائدين بـ«حيّ التعمير»، تيمّناً بالحيّ الذي يحمل الاسم ذاته في مخيّم عين الحلوة في الجنوب، جملة من التطوّرات الإيجابية التي أسهمت في دفع قطار العودة قدماً إلى الأمام.
أبرز هذه التطورات تمثّل في عقد اللجنة الشعبية لمخيّم نهر البارد اجتماعها الأول داخل المخيّم أول من أمس السبت، بحضور أمين سرّها الدكتور لطفي الحاج أحمد، الذي رأى أنّ الاجتماع هو «خطوة يمكن اعتبارها مؤشّراً على عودة الحياة بشكل طبيعي وتدريجي إلى المخيّم»، لافتاً إلى أنّه "بالرغم من أنّنا عقدنا الاجتماع في مقرّ مؤقّت، إلا أنّ مردوده المعنوي كان كبيراً جدّاً بالنسبة إلينا»، ومشيراً إلى أنّه «تمّ خلال اللقاء التدارس في تأليف لجان فرعية في كلّ قطاع من الجزء الجديد، بهدف المساهمة في تقديم المساعدات والخدمات الضرورية إلى النّازحين العائدين».
أمّا التطوّر الإيجابي الآخر في هذا المجال، فتمثّل في إعطاء الجيش اللبناني الموافقة على بدء السّماح للنّازحين بالعودة إلى القطاعين C وD من الجزء الجديد من المخيّم، الواقعين عند الطرف الشمالي منه لناحية شاطئ البحر، الأمر الذي سيُسهم في دحض الشائعات الكثيرة التي انطلقت منذ انتهاء المعارك في المخيّم في 2 أيلول الماضي، عن أنّه لن يُسمح للفلسطينيين بالعودة إلى هذا الجزء نهائياً، إمّا بسبب منع عمليات التهريب الكبيرة التي كان المخيّم يشتهر بها في السابق، حيث كان وقوعه على شاطئ البحر مساعداً أساسياً في ذلك؛ أو بما كان يُروّج له البعض من أنّ مشاريع استثمارية وطرقات دولية يُنتظر تنفيذها على طول شاطئ المخيّم، بعد إزالة كلّ الأبنية والمحال التجارية المطّلة عليه!
إضافة إلى ذلك، فقد برز أيضاً تطوّر إيجابي متعلق بطلاب مخيمي البدّاوي ونهر البارد، إذ أشارت مصادر معنية في الأونروا لـ«الأخبار» إلى أنّ إخلاء مدارس الأونروا من النّازحين سيتمّ قبل منتصف الشّهر المقبل على أبعد تقدير، في خطوة ستلي إخلاء المدارس الرسمية منهم، والمنتظر يوم الخميس المقبل بالنسبة إلى مدرستي لقمان والسلام في محلة باب التبّانة بطرابلس، بعدما أُخليت المدارس الرسمية في البدّاوي بكاملها أمس الأحد.
غير أنّ تطوّراً اجتماعياً إيجابياً هاماً طرأ على أوضاع النّازحين العائدين، ومثّل دفعاً معنوياً كبيراً لهم، وذلك عندما أقام الشاب هيثم سامي قاسم والفتاة ميادة إبراهيم فلاحة حفل زفافهما مساء يوم الجمعة الماضي، برعاية جمعية النجدة الاجتماعية، ليكون بذلك العرس الأول الذي يشهده المخيّم منذ عودة النّازحين إليه، وليسهم إلى حدّ بعيد في تبديد جو الكآبة والحزن الذي سيطر على الأجواء منذ ذلك الحين.
إلا أنّ اللافت في حفل الزفاف المذكور أنّ العريس انتقل من القطاع A عند المدخل الجنوبي للمخيّم، مشياً على الأقدام إلى القطاع B عند المدخل الشرقي حيث تقيم عروسه، بعدما أجريت المراسم الأولية للعرس وفق التقاليد الفلسطينية، قبل أن تقام حلقات الدبكة والرقص التي شارك فيها كمال ناجي مستشار ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان عبّاس زكي، على وقع الأهازيج والأغاني ونثر الورود والأرز، والهتافات التي انطلقت معلنة تأييدها لفلسطين ومخيّم نهر البارد والأمين العام لـ«حزب الله» السيّد حسن نصر الله.