راجانا حمية
تحسم الجامعة اليسوعيّة، اليوم، معركة سياسيّة بامتياز يخوضها الطلّاب، مغامرين بشعارات حملاتهم الانتخابيّة الداعية إلى حماية الجامعة من صراعات الخارج

لم تسعف هموم طلاب الجامعة اليسوعية الأكاديمية في تغيير منحى تعاطيهم مع الانتخابات الطالبيّة وبقيت اعتبارات السياسة هاجساً ملحّاً لدى الجميع...معارضين وموالين ومستقلّين. وفي هذا الإطار، يستعدّ طلّاب كلّية العلاج الفيزيائي في مجمع العلوم الطبّية في الجامعة اليسوعيّة إلى خوض معركةٍ «شرسة» في انتخابات الهيئة الطالبيّة، فوحدها ملامح الجولة الانتخابيّة بين الطرفين المرشّحين لرئاسة الهيئة في الكلّية لا تزال غامضة، بانتظار ما سيصدر عن «صندوقة الاقتراع» بعد الخامسة مساءً. ذلك أنّ الحسابات المسبقة التي قام بها مرشّحو اللائحتين لم تحسم «الفائز»، إذ أشارت توقّعات لائحة «التيّار وحلفائه» إلى أنّها تفوز على لائحة «القوّات والكتائب» بفارق 5 أصوات، في الوقت الذي حسم فيه القواتيون والكتائبيون فوزهم على «المعارضة» بفارق 8 أصوات. وفي ما يتعلّق بالمرشّحين، تخوض «المعارضة والمستقلّون» انتخابات الهيئة بخمسة مرشّحين هم زياد مراد رئيساً (مدعوم من التيّار الوطني الحرّ)، والأعضاء سابين أسمر (مدعومة من التيّار الوطني الحرّ)، فاطمة عسيلي (حزب الله)، محمّد ياسين (حركة أمل) وماريا كايد (مستقلّة)، فيما تخوض اللائحة الثانية انتخاباتها بستّة مرشّحين مدعومين من حزبي القوّات اللبنانيّة والكتائب وهم انطوان رزق، (رئيس مدعوم من القوّات)، والأعضاء رالف فهد وميشال شكر وإيلي معوّض وخليل سرور وفريدريك عطا الله. وقد حاول الطرفان التركيز في شعاراتهما على الطلّاب لجذب ما أمكنهما من الأصوات، إذ حمل المعارضون والمستقلّون في جولتهم الانتخابيّة شعار «لأنّنا لا نعتمد إلاّ عليكم»، في إشارةٍ إلى الطلّاب، وكذلك الأمر بالنسبة إلى الائحة الثانية التي حملت جولتهم شعار «ensemble on peut tous faire»، فيما ركّز الطرفان في البرامج الانتخابية على الناحية الأكاديميّة، يُذكر أنّ مرشّحي اللائحتين في الكلّية لم يقيما حلقة نقاش قبل الانتخاب، لسببٍ وحيد هو أنّهم يناقشون برامجهم خلال فترة الاقتراع، حيث تجري اليوم عند الواحدة ظهراً. وفي حرم «العلوم الطبّية» أيضاً، أشار أحد الطلّاب السابقين في الجامعة المنتمين إلى التيّار الوطني الحر إلى أنّه تعرّض للتهديد المباشر، عقب «محاصرته» في كافيتريا كلّية الطب من جانب ثمانية طلّاب من «القوّات اللبنانيّة» حوالى ثلاثة أرباع الساعة، حاولوا خلالها تخويفه بكلماتٍ لم تكن موجّهة مباشرة إليه، مكتفين بتداولها في ما بينهم وعلى هواتفهم «لحالو موجود هون لحالو...ما تعتلو همّ خلص». بعد «الحصار»، دعا الطلاب المدير الإداري فادي هندي إلى مطالبة «العوني» بترك الجامعة لأنّه يمثّل خطراً على الانتخابات، وكذلك لأنّه لم يعد طالباً في الكلّية. وتواجه كلّية الصيدلة معركة جدّية اليوم بين المرشّحتين المستقلّتين مجدة طنجر وأليس الحاج، بعد «بروفة» أوّل من أمس التي حاولت خلالها المرشّحتان إغراء «المقترعين». فخلال جلسة مناقشة البرامج الانتخابيّة تبارت طنجر والحاج على «كسب الود»، فعمدتا إلى توزيع الهدايا على الطلّاب ولا سيّما الفتيات، من "كريمات وحسومات على صالونات تصفيف الشعر... والأكل والكتب»، على أنّ المنافسة لم تنحصر في المناقشة والهدايا، إذ تعدّتها إلى الـ«buffet» حيث ذيّلت أطباق المأكولات باسمي المرشّحتين. وفي ما يخصّ البرامج الانتخابيّة، فقد جهدت طنجر والحاج على توحيدهما تحت عنوان «unis pour l uni».
أمّا في كلّية العلوم الإنسانيّة، فلم تخلُ الفترة التحضيريّة لليوم الانتخابي من المناوشات والتهديدات، ففي هذا الإطار، تعرّضت سيّارة رئيسة الهيئة الطالبيّة السابقة ومندوبة التيّار الوطني الحر في الكلّية ميزات جبر للاعتداء من جانب مناصري لائحة «170»، ولفت بيان لطلّاب التيّار إلى «أنّ جبر تعرّضت لتهديدٍ مباشر من عناصر القوّات اللبنانية في الكلّية، ولم يقتصر التهديد على الكلام والرسائل الإلكترونية بل تعدّاها إلى الاعتداء على سيارتها». وبعيداً عن الاعتداءات المباشرة التي يمارسها طلّاب «170»، نقلت المرشّحة إلى رئاسة الهيئة الطالبيّة في لائحة «التحدّي» جسّي سافو تخوّفها من اللائحة المضادّةالتي وعدت «بمفاجأة اليوم، قد تقلب المعادلة».