طرابلس ــ الأخبار
كشفت مصادر خاصة بـ«الأخبار» من داخل مرفأ طرابلس أنّه أُوقفت مجموعة من الأشخاص الذين يعملون في المرفأ مع إحدى الشركات الأمنية الخاصّة، بعدما ضُبطوا بالجرم المشهود وهم يهرّبون صواعق تصلح لتفجير العبوات النّاسفة إلى داخل المرفأ.
بدأت القصّة يوم الخميس الماضي حين ألقي القبض على أحد العمّال داخل المنطقة الحرّة وهو يحاول القفز فوق أحد الجدران الخلفية للمرفأ، وبحوزته ثلاثون صاعق تفجير، فأحيل فوراً على مسؤولي مخابرات الجيش داخل المرفأ. وهناك اعترف أنّ الذي طلب منه إدخال الصواعق إلى المرفأ شخص يدعى محمد خ.، وهو أحد مسؤولي الشركة الأمنية التي تتولى الحفاظ على أمن المرفأ.
وبعد التحقيقات التي أجراها معه محققون في مخابرات الجيش وفرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي، أُوقف فاروق ف. وأشخاص آخرون لم تعرف هوياتهم بالكامل، إلا أنّ التحقيقات الأولية معهم أظهرت أنّهم كانوا شركاء مع محمد خ. في تلك الشركة الأمنية. وقد اعترفوا أيضاً بوجود 70 إلى 90 صاعق تفجير آخر مُخبّأة تحت مياه البحر بهدف إدخالها إلى المرفأ لاحقاً، فصودرت تلك الصواعق بعد الاستدلال على مكان وجودها، وأوقف عدد من الأشخاص الذين اشتبه بوجود علاقة لهم بالموضوع، في الوقت الذي واصلت فيه الجهات الأمنية المعنية إجراء التحقيقات اللازمة معهم لمعرفة من يقف وراء تلك الشركة، والغايات التي يريدون من ورائها الحصول على هذه الصواعق، وما إذا كانوا يهدفون إلى إيجاد أجواء بلبلة في طرابلس، إضافة إلى انعكاس هذا الموضوع سلباً على العمل في المرفأ الذي يعاني منذ مدة طويلة حالة ركود.
تجدر الإشارة إلى أنّه حصلت في مرفأ طرابلس في الآونة الأخيرة عدد من السرقات، اشتُبه في ما بعد بأنّ الغاية منها كانت الحفاظ على موقع الشركة الأمنية ودورها داخل المرفأ، وتبرير الحاجة إليها، وخصوصاً بعدما تبين أنّ مسؤولين وموظفين في تلك الشركة كانوا هم من يقف وراء حصول تلك السرقات.