المنية ـ عبد الكافي الصمد
أثار إعلان رئيس صندوق الزكاة في المنية الشيخ رسلان ملص، الأسبوع الماضي، تسمية المنية «مدينة الرئيس الشهيد رفيق الحريري»، ردود فعل عدّة في المنطقة، وخصوصاً من أطراف في المعارضة، فضلاً عن اللغط الذي أثير بعدما أشيع أنّ المجلس البلدي في المنية اتّخذ قراراً بهذا الشأن، وهو ما نفاه رئيسه لاحقاً جملة وتفصيلاً.
واللغط الدائر حالياً في المنية بهذا الصدد ليس جديداً عليها، كما أن تبنّي أسماء شخصيات تُطلق في غير اتجاه ليس أمراً غير مسبوق. فقبل خروج السوريين من لبنان، قبل أكثر من عامين، كانت قد رفعت عند المدخل الجنوبي من المنية لافتة أطلقت اسم الرئيس السّوري الراحل حافظ الأسد على أوتوستراد المنية ـــــ العبدة الدولي، قبل أن تُشطب العبارة وتُستبدل بعبارة أخرى حوّلت الأوتوستراد إلى «أوتوستراد الرئيس رفيق الحريري»!
وكان ملص قد أعلن في حفل أقيم في قاعة مسجد حيّ المخّاضة في المنية قبل عشرة أيام، لمناسبة تسلّم الهبة المالية المقدّمة من النائب سعد الحريري إلى بلديات المنطقة (مليار و350 مليون ليرة لبنانية) وصندوق الزكاة فيها (150 ألف دولار أميركي)، أن «أبناء المدينة سيكملون مسيرة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ودعمهم للنائب سعد الحريري ولتيّار المستقبل»، مؤكّداً أنّ «هذا هو خيار أبناء المنية الشرفاء الأوفياء، ومن يقل عكس ذلك فليرحل عنا».
لكن الأمر لم يتوقف عند هذا الحدّ، بل عمل مناصرون لـ«المستقبل» في المنية على رفع صورة كبيرة للرئيس الحريري عند مدخلها الجنوبي، كتب تحتها «المنية مدينة الشهيد رفيق الحريري»، الأمر الذي دفع مناصرين لقوى المعارضة إلى رفع لافتة في حيّ النبي يوشع تقول إنّ «المنية ستبقى قلعة داعمة للمقاومة».
وزاد الأمر تفاعلاً ما تناقله بعض الصحف عن أنّ تبديل الاسم «جاء تطبيقاً لقرار مجلس بلدية المنية المتخذ في جلسة مشتركة حضرها عدد من رؤساء بلديات المنطقة»، وهو ما نفاه رئيس البلدية مصطفى عقل جملة وتفصيلاً، مؤكّداً أنّ «أيّ قرار لم يتخذ بهذا الشأن».
وأوضح عقل لـ«الأخبار» أنّ «تغيير اسم أيّ شارع أو بلدة أو مدينة له أصوله القانونية، ويستغرق إجراءات ووقتاً طويلاً»، مشدّداً على أنّه «إذا كانت المنية تؤيّد وتدعم مبادئ الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وهي وفيّة لهذه المبادئ، وخصوصاً في مجالات الإنماء والإعمار والبناء، وتدعيم الوحدة الوطنية ونبذ الخطاب الطائفي والمذهبي، التي إذا انقلب عليها أقرب المقربين إليه فلن نفعل ذلك مثله، فإنّها ترفض تغيير اسمها الذي هو تاريخها وكيانها الذي لا يمكن أن يتغيّر مهما تبدلت الظروف والأحوال».
من ناحيته، أكّد إمام مسجد المنية الكبير الشيخ مصطفى ملص، أنّ «اسم المنية لم يُبدّل، وليس من صلاحية أحد القيام بمثل هذا الأمر، وخصوصاً أنّ تغيير أسماء القرى والبلدات له آلية أخرى»، مُشدّداً على أنّه «لا حق لشخص أو مجموعة، ولا صلاحية لهم، بتغيير اسم بلدة عريقة مثل المنية التي يفخر أبناؤها باسمها وتاريخها، الذي كان وسيبقى عربياً أبيّاً عصيّاً على التطويع». ورأى أنّ «من قام بإطلاق هذه التسمية خلال احتفال تمّ فيه تسليم شيكات بمبالغ وصلت حدّ مليون دولار، مسحوبة على حساب السيّد سعد الحريري، يبدو أنّه لا يعرف حدّه ولا يقف عنده، لذلك ظنّ أنّ بإمكانه أن يبيع المنية ويُبدّل اسمها، وهذا منتهى الاستخفاف بالمنية وأهلها، الذين يرفضون المتاجرة باسم بلدتهم، كما يرفضون المتاجرة باسم الرئيس الحريري ودمه».