صيدا ــ خالد الغربي
استمرت أمس تفاعلات الاعتصام الذي نفّذته نقابة الغواصين وعدد من نقابات صيادي الأسماك بالقرب من مكب النفايات في صيدا احتجاجاً على تلويثه للشاطئ وتحميل بلدية صيدا المسؤولية. وفي هذا الإطار استقبل رئيس اتحاد بلديات صيدا والزهراني عبد الرحمن البزري، بحضور عضو المجلس البلدي في صيدا الحاج محمد كوثراني، وفداً مشتركاً ضم عدداً من رؤساء وأعضاء تعاونيات صيادي الأسماك في منطقة الزهراني وساحل خيزران، حيث استنكر الوفد ما سمّاه البيان المزعوم عن نقابة الغواصين المحترفين في لبنان حول جبل النفايات في صيدا، وتسييس الاعتصام الذي دعت إليه النقابة، حيث نفى الوفد علمه توقيع رؤساء تعاونيات صيادي الأسماك في الزهراني للبيان وعن مشاركتهم في الاعتصام الذي أقيم يوم السبت الماضي أمام مكب النفايات في صيدا.
وضم الوفد رئيس تعاونية صيادي الأسماك في الزهراني علي صعب، وأمين سر التعاونية قاسم سليم، ورئيس تعاونية صيادي ساحل خيزران السيد علي كوثراني وعدداً من أعضاء التعاونيات في الزهراني وساحل خيزران، كما شارك في اللقاء عضو قيادة التجمع الوطني الديموقراطي المهندس خضر سليم.
رئيس تعاونية الأسماك في الزهراني علي صعب قال: «أنا أستنكر البيان الذي صدر باسمنا عن (نقيب الغواصين المحترفين) محمد السارجي، ونحن لا نقبل أن يتحدث باسمنا السارجي، حين نريد أن نتحدث فإننا نتحدث ولا نخاف أحداً. وأضاف: بالنسبة لموضوع جبل النفايات فهذا الموضوع نرفع الشكوى فيه إلى الدولة، وليس من صلاحية السارجي أن يتحدث باسمنا ولا نقبل ما ادعاه السارجي بوجود توقيعنا على البيان المذكور، ونحن لا علم لنا بذلك، وباستطاعتي أن أقاضيه في هذا الادعاء».
وأوضح صعب ملابسات ما جرى وقال: «لقد اتصل بنا السارجي ودعانا إلى الاعتصام، وقلت له أنا لا أريد المشاركة في الاعتصام.. لكي أفاجأ بما ادعاه السارجي من أنني وقّعت اسمي على البيان، فأتمنى منه إذا كنت وقعت على البيان المذكور أن يظهر لي إمضائي، وأنا أؤكد أنني لم أوقع عليه».
وقال البزري: إن بلدية صيدا، التي ترى نفسها بلدية لكل الجنوب، آلت على نفسها معالجة مكب النفايات، الذي وللأسف هنالك بعض صغار النفوس الذين يحاولون استغلال هذه المشكلة المزمنة، والتي هي نتيجة إهمال متكرر للحكومات اللبنانية المتعاقبة، والتي أهملت مدينة صيدا على الرغم من أهميتها التاريخية والوطنية، وعلى الرغم من أن عدداً من رؤساء الوزراء الذين تعاقبوا على الحكومات كانوا من صيدا، وتحديداً في السنوات العشر الأخيرة، لكن لم يقوموا بواجبهم تجاه المدينة في معالجة هذه المشكلة، بل تركوها لتتفاقم لغايات يعرفها الجميع، وهي غايات بعيدة كل البعد عن الموضوع البيئي ولها امتداداتها الأخرى.
وأضاف: إن معالجة المكب تخص مدينة صيدا أولاً، وتخص الجنوب خصوصاً، وتخص كل لبنان عموماً، وهي مشكلة وطنية وليست مشكلة صيداوية فقط، ونحن سنعمل على حلها. أما أن يقوم البعض باستغلال صغار النفوس وباستغلال بعض الألقاب، التي هي ألقاب وهمية، من أجل الدخول على خط الأزمة السياسية، وبالتالي محاولة الاستغلال السياسي لهذا المكب، فنحن نقول إذا أردنا أن نخرج إلى الشق السياسي في المكب فنحن نعلم من يجب أن نحمّل مسؤولية هذا المكب، وكيف نحمّله، وبالتالي الكرة ليست في ملعب البلدية، بل هي في ملعب من تغاضى عن هذا الإهمال لسنوات طويلة، والبلدية لن تهرب أو تتهرب من مسؤولياتها».