القاهرة - خالد محمود رمضان
نقل رئيس كتلة «المستقبل» النائب سعد الحريري عن الرئيس المصري حسنى مبارك تأكيده أن التدخل في الشأن اللبناني وخاصة في انتخابات رئاسة الجمهورية «أمر ممنوع»، معتبراً أن أي تدخل في هذا الشأن أو المساس باستقرار لبنان يعدّ إخلالاً بأمن مصر والأمن العربي ككل، وتحدث عن رصد أجهزة أمنية عربية ودولية عملية اغتيال تستهدفه ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة بواسطة عدد من السيارات المفخخة.
وقال الحريري بعد لقائه مبارك في القاهرة، أمس، إن الأخير
«يؤكد دائماً أن التدخل في الشأن اللبناني هو تدخل في الشأن العربي ككل، وهو أمر مرفوض ويجب عدم السماح بتدخل أي دولة عربية في شأن دولة عربية أخرى، وخصوصاً عندما يتعلق الأمر بانتخابات رئاسة الجمهورية».
وعن الجهة التي يعنيها، قال الحريري «أعني بذلك سوريا»، مستدلّاً بذلك حسب رأيه باغتيال النائب أنطوان غانم الذي ينتمي إلى قوى 14 آذار «المستهدفة دائماً لتبنّيها خطاً سياسياً يؤكد على سيادة لبنان»، مشيراً إلى عدم تجاوب سوريا مع مطلب إقامة علاقات دبلوماسية بين بيروت ودمشق. ورأى أن مثل هذه الحوادث والمواقف تعد «ضرباً للحوار اللبناني وللتوافق اللبناني ككل»، وقال: «إننا نريد لبنان يتمتع بعلاقات جيدة مع كل الدول العربية والأجنبية بما فيها سوريا ما عدا إسرائيل».
وسئل عما إذا كان الرئيس المصري قد وعده بالتحدث مع سوريا بشأن هذه القضايا، فقال الحريري إن هذا الأمر يخص مبارك «الذي أعرف أن لديه طرقه وأساليبه الدبلوماسية للتحاور مع المعنيين كافّة، ونحن من جانبنا نعي دائماً أن مصر بحكم كونها دولة عربية كبرى تؤكد دوماً على الحفاظ على شقيقها لبنان، الذي يتعرض لهجمات من كل النواحي، والرئيس مبارك داعم دائماً للبنان». وكشف أن مبارك بصدد إجراء اتصالات مع الرئيس السوري بشار الأسد لحثه «على تجنب الدخول على خط الاستحقاق الرئاسي في لبنان».
وتحدث الحريري عن معلومات لدى أجهزة أمنية عربية ودولية بشأن عملية اغتيال جديدة تطاله شخصياً، مضيفاً «لدينا بالفعل معلومات صحيحة تؤكد ذلك ونتابعها، والأجهزة الأمنية تتعاون في هذا الصدد مع أجهزة أمنية أخرى»، مؤكداً أن التهديدات بالاغتيال لا تخصه فقط بل تمس أيضاً شخصيات أخرى وعلى رأسها رئيس الحكومة فؤاد السنيورة، مشيراً الى «معلومات نتابعها» بأن رئيس الاستخبارات العسكرية السورية اللواء آصف شوكت وراء هذه المحاولات.
وأعلن «أن موقف تيار المستقبل كان ولا يزال واضحاً، ويتمثل في قبول التوافق»، معتبراً أن لبنان أهم من أي شخص، والمهم أن ينظر رئيس الجمهورية الجديد إلى مصلحة لبنان أولاً قبل أي مصلحة أخرى».
وفي ما يتعلق باحتمال اختيار قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية كحل وسط، أوضح الحريري أن لدى قوى 14 آذار مرشحَين للرئاسة هما نسيب لحود وبطرس حرب. أما بالنسبة إلى ما يتطرق اليه البعض بشأن تعديل الدستور «فهذا شأن يجب التوافق السياسي عليه». وشدد على أن الأساس في موضوع انتخاب رئيس الجمهورية هو التوافق، داعياً إلى وقف أي تدخلات خارجية.
وعما إذا كان هناك تناقض بين رفض تيار «المستقبل» لأي تدخل خارجي، وفي الوقت نفسه تأييده لدعوة أميركا الى عدم بقاء الرئيس اميل لحود في منصبه بعد انتهاء ولايته، قال الحريري «في كل الأحوال يجب ألا يظل لحود في منصبه بعد انتهاء ولايته». وأضاف: «إننا بشكل عام لا نريد تدخلاً من أميركا ولا من أي طرف آخر». وأكد أنه «لن يتم التوافق حسب المفهوم السوري بالنسبة إلى رئاسة الجمهورية الذي يروّج له نائب الرئيس السوري فاروق الشرع»، مشيراً إلى «أن لبنان لن يتأثر بمحاولات التهويل وإثارة الفتنة لأن اللبنانيين واعون ويريدون لبنان مستقلاً وحراً وموحداً».
وزار الحريري رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في مقر اقامته في القاهرة، وعقد اجتماعاً معه، حضره نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري والنائب باسم السبع وعضو المجلس التشريعي نبيل شعث وسفير لبنان في مصر خالد زياده وسفير فلسطين في مصر منذر الدجاني.
وبعد اللقاء قال عباس: «لدينا هموم ومشاكل كثيرة وقد شرحت للنائب الحريري كل ما يطرح حول المؤتمر الدولي والإجراءات المتخذة وكيف يمكن أن نصل الى هذا المؤتمر».
من جهته، رأى الحريري «أن الرئيس ابو مازن يحمل القضية الفلسطينية وهموم الشعب الفلسطيني على أكتافه داخل فلسطين وخارجها وفي لبنان وكل أنحاء العالم»، مؤكداً دعمه الرئيس عباس في أي خطوة يقوم بها «لأننا نعلم أنه ينظر الى فلسطين بكل وطنية وعروبة وصدقية ويحمل صوت العرب».
وزار الحريري وزير الخارجية المصري أحمد ابو الغيط وعقد معه اجتماعاً في حضور مكاري والسبع والسفير زيادة.
وقبل مغادرته مطار القاهرة إلى باريس التقى الحريري في صالون الشرف وزير خارجية ألمانيا فرانك شتاينماير لمدة نصف ساعة، وبحث معه الوضع في لبنان وضرورة بذل المساعي للمساعدة على إنجاز الاستحقاق الرئاسي، كما تطرق البحث إلى مختلف أوضاع المنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين.
من جهة أخرى، نقلت وكالة «فرانس برس» عن مصدر في مكتب رئيس الحكومة فؤاد السنيورة أنه «أحيط علماً» بالمعلومات التي تحدث عنها الحريري عن مخطط لاغتياله واغتيال السنيورة رافضاً إعطاء تفاصيل إضافية.