رفعت اللجنة الرباعية المكلفة متابعة مبادرة بكركي توصياتها أمس إلى البطريرك الماروني نصر الله صفير عقب اجتماعها الأخير الذي عقدته في الصرح البطريركي برئاسة المطرانين سمير مظلوم وشكر الله حرب.وشكر صفير الجهود التي بذلتها اللجنة من أجل الوصول الى هذه التوصيات، وقد عقد مع أعضائها اجتماعاً أشار بعده عضو اللجنة الدكتور الياس أبو عاصي الى أن البت بالاقتراحات التي يتضمّنها التقرير يعود الى البطريرك معلناً أنها «تتضمّن كل ما قد يخطر في بال رجل عاقل وغيور ومدرك لخطورة المرحلة ودقة الاستحقاق والمضمون يهدف الى استمرار دينامية للوصول الى رئيس وتحاشي الفراغ»، ورأى أن صفير «لن يتمكن من فعل شيء وحده إلا إذا توافرت النيات الحسنة لدى كل الأفرقاء المعنيين من أجل اجتياز هذه المرحلة».
من جهته، أوضح عضو اللجنة يوسف سعادة «أن روح التوصيات هي أن يكون المسيحيون شركاء فعليين في مقاربة الاستحقاق الرئاسي ويكون لهم دور أساسي وفعال في مقاربة هذا الاستحقاق عبر آلية ما، يبحثها البطريرك مع القادة اللبنانيين»، مشيراً الى أن اللجنة «لم تكن مخولة البحث في الأسماء بالرغم من وجود رغبة لدى بكركي في البحث بكل الأسماء المطروحة»، معلناً أن «التوصيات لا تتضمن أيّ أسماء».
ورداً على سؤال، أكد أن «الحوار كان جدياً والنيات حسنة بالرغم من وجود بعض الاختلاف في وجهات النظر في بعض الأوقات، لكننا تمكنّا من الوصول الى قواسم مشتركة وبقي العائق الأساسي الدخول في الأسماء وتفاصيلها».

وكان الاستحقاق الرئاسي محور لقاءات بكركي وأبرزها مع المستشار السياسي لرئيس «تيار المستقبل» الدكتور داود الصايغ الذي عقد خلوة مع صفير، فيما لمس الوزير السابق محسن دلول من الأخير تخوّفاً وحرصاً على ضرورة أن يتم التوافق على رئيس، لكنه غير مستعد لأن يسمي أحداً «لأنه إذا سمى فستكون هناك ردود فعل على التسمية بوجود «عجقة» مرشحين».
وأشار دلول بعد اللقاء إلى أن مصير لبنان على المحك، داعياً إلى إعطاء الاستحقاق الرئاسي «أهمية معينة قبل أن نندم»، وأوضح أنه ليس «مع رئيس معركة، بل مع رئيس توافقي أياً يكن هذا الرئيس».
وإذ رأى أن جمع الأقطاب المسيحيين لا يفيد، أعلن دلول أنه اقترح أن يحصل الرئيس نبيه بري على تفويض من قوى 8 آذار والنائب سعد الحريري على تفويض من 14 آذار، وأن يلتقيا مع البطريرك صفير ولا يخرجا من لقاءاتهم قبل الاتفاق على تقديم اسم مرشح أو أكثر إلى المجلس النيابي كي ينتخب بالأكثرية، مشيراً إلى أن هذا الأمر «يدفع بلبنان إلى اختصار الكثير من الأزمات والمشاكل».
من جهته، أطلق النائب السابق ناظم الخوري بعد زيارته بكركي صرخة إلى القادة اللبنانيين لكي يتفقوا و«يتحملوا مسؤولياتهم حيال هذا الشعب احتراماً لعقول اللبنانيين وحقوقهم ومشاعرهم».
واستقبل صفير وفداً من «التجمع الشعبي العكاري» برئاسة النائب السابق وجيه البعريني الذي أكد دعم «مبادرة بكركي وسيدها، على أمل أن يتصاعد الدخان الأبيض والتوافق حول هذا الاستحقاق لتجنيب البلاد الفراغ ثم الفوضى والمجهول» مشيراً إلى أن «السير في انتخابات النصف زائداً واحداً قد تجر البلد إلى ما لا تحمد عقباه».
والتقى صفير النائب السابق بهاء الدين عيتاني ثم وفداً من «اللجنة اللبنانية العالمية لتنفيذ قرار مجلس الأمن 1559» برئاسة طوني نيسي الذي قدم إليه مذكرة رأت أن مبادرة بكركي يجب أن «تؤدي إلى إتمام الاستحقاق كما يجب، وأن يصبح عنوان هذه المبادرة انتخاب رئيس ثورة الأرز، شاء من شاء وأبى من أبى» .
(وطنية)