الرشيدية ـ بهية العينين
تفاجأ أطفال مخيمات صور الخمسة «الرشيدية،البص، البرج الشمالي، جل البحر والمعشوق» بحقوقهم التي وجدوها مطبوعة على الورق، أثناء مشاركتهم في دورة تدريبية تحت عنوان: «محو الأمية لحقوق الطفل»، التي أطلقتها الجمعية الفلسطينية لحقوق الإنسان،
«راصد»، بالتعاون مع الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية، وبدعم وتمويل من منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف».
هذه المفاجأة عبّر عنها الأطفال بعفويتهم، في أكثر من موقع وأكثر من تساؤل، وهم الذين لا يعرفون عن هذه الحقوق شيئاً. حيث تقول إيمان معروف (10 سنوات): «أنا لا أعرف أكثر من حق العودة. لأنه الشعار الذي نردده باستمرار في الاعتصامات والتظاهرات».
في حين تساءلت الطفلة ميادة دياب (8 سنوات): هل من حقي أن أتعلم كيفية استخدام الكومبيوتر؟ وتفرح عندما تسمع كلمة طبعاً من منسّق الدورة. وتسارع لتسأله: لماذا لا يوجد أجهزة للكومبيوتر في مدرستنا؟
فيما يرفع نايف المصري (12 سنة) يده ليسأل عما إذا كان يحق له أن يشتكي على أستاذه الذي لا ينفك يضربه ورفاقه بعصا سميكة «ليفش خلقه»، كلما انزعج من أحد الطلبة.
أما محمد زمزم (14 سنة)، فأكد أنه سبق واطّلع على هذه الحقوق في مادة التربية في المدرسة، ولكنه لا يعرف كيف يحصل عليها، ومن المسؤول عن تنفيذها.
ويتذكر محمود السيد (10 سنوات) مدينة الملاهي، ويسأل: لماذا لا يحق للفقراء اللعب واللهو بتلك الألعاب الغريبة المدهشة، إذا كان اللعب واللهو من حقوق الطفل ؟
وتسأل منى صفوري (9 سنوات)، لماذا حقوق الطفل لا تحمي الأطفال من القتل والموت في فلسطين؟.
هذه بعض من الأسئلة التي طرحها الأطفال، بعدما قامت مساعدة منسِّق الدورة، نورا حسن، بتفسير حقوق الطفل وتعدادها. ورأت حسن أن أطفال المخيمات بحاجة إلى العديد من الدورات التدريبية في شأن حقوقهم. وأضافت أن هذه الدورات لا بد من أن تترافق مع برامج ترفيهية وثقافية واجتماعية، لتكون الدورة أكثر فاعلية وتأخذ الصدى المطلوب. ورأت حسن أن أسئلة الأطفال نتاج طبيعي للواقع المأساوي الذي يعيشونه داخل المخيمات. ورأى رئيس الهيئة الإدارية لجمعية (راصد) عبد العزيز طارقجي، أن أسئلة الأطفال الـ(30) التي طُرحت في اللقاء تدل على حجم الحرمان الذي يحيط حياتهم اليومية، وتراهم يعلنون عن حاجاتهم دون سابق معرفة أنها حقوقهم، حقوقهم التي نصت عليها الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل.
وأعلن طارقجي أن الورشة التدريبية تأتي في سياق الاتفاقية التي وقعت بين الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية (فرع لبنان) والجمعية الفلسطينية لحقوق الإنسان (راصد) التي أطلقت برامجها التدريبية على مبادئ ومعايير واتفاقات حقوق الإنسان في بداية العام الحالي. وقد التقت (راصد) مع الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية، بموجب الأهداف المشتركة، لتعريف الأطفال بالاتفاقية الدولية لحقوق الطفل. وأشار إلى «أن الورشة تستهدف الأطفال في المخيمات الفلسطينية في خمس مناطق من سن 10 إلى 14 سنة، حيث من الواجب علينا جميعاً بذل كل الجهود لدعم مثل هذه النشاطات، للرقي بالأطفال نحو مجتمع أفضل خال من العنف، وللقضاء على جميع أنواع التمييز الممارس بحق الأطفال والمرأة. وأشار الطارقجي إلى أنه سيجري إصدار تقرير بعد انتهاء كل حلقة تدريب، ليصار إلى إصدار تقرير مفصّل يوضع بين يدي الرأي العام والجهات الإعلامية وأصحاب الشأن.