البرج الشمالي ــ بهية العينين
أدت المساعدات الطبية التي تسلّمها الهلال الأحمر الفلسطيني من الهلال الأحمر السعودي، إلى خلق خلاف حاد بين طبيب الأطفال سعيد الرفاعي وأبناء مخيم البرج الشمالي في مستشفى الجليل داخل المخيم، وصلت إلى حد التهجّم عليه، وذلك لعدم حصول عدد كبير من أطفال المخيم على جرعات التحصين لمرضَي التيفوئيد والسحايا.
ويقول الطبيب الرفاعي إنه يتفهم غضب الأهالي. وعزا ذلك إلى حاجة الأطفال الملحّة إلى هذا التحصين الباهظ الثمن، الذي لا تقدّمه الأونروا في عياداتها، بالإضافة إلى تحصينات أخرى مثل الجدري، والكبد الوبائي، المعروف بـ«الصفيرة أ». ولفت إلى أنه كان يتوقع رد فعل الأهالي، وقد نصحه عدد من أطباء الهلال الأحمر الفلسطيني بعدم إعطاء هذه المساعدات إلى البرج الشمالي، ليتلافى ما حصل، وتحويلها إلى أحد التجمعات الصغيرة، نظراً إلى أن الكمية محدودة جداً.
إلا أن الرفاعي أصرّ على إعطاء هذه التحصينات لأطفال البرج الشمالي على قلّتها، وإلا حُرم الجميع من هذا الحق. ذلك أن مخيم البرج الشمالي هو الأكثر غبناً وحرماناً من باقي مخيمات صور.
ولفت الرفاعي إلى أن قسماً كبيراً من المساعدات الطبية السعودية وصلت إما منتهية الصلاحية أو على وشك الانتهاء، بسبب سوء التخزين الذي تعرضت له، وهي على الأرجح من المساعدات التي قُدّمت إلى الشعب اللبناني بعد حرب تموز 2006، ولم يُفرج عنها أسوة بالكثير من المساعدات الأخرى التي حُجزت عن مستحقيها.
ويؤكد الدكتور الرفاعي استعداده لتحمّل غضب أبناء شعبه وما سيصدر عنهم، شرط أن تستمر المساعدات الطبية في مخيم البرج الشمالي، المعروف بـمخيم «التلاسيميا». وهو على استعداد للقيام بإحصاء شامل لعدد الأطفال المحتاجين إلى هذا الطُعم، وتقديمه إلى الجهات المسؤولة أو إلى أي جهة تكون على استعداد لتقديم هذه اللقاحات.