حدّد رئيس الجمهورية العماد إميل لحود، شرطين أساسيين للخيارات التي ينوي اتخاذها، إذا تعذر انتخاب خلف له، هما: «حفظ السلم الأهلي مهما كلف الأمر، وسلوك طريق الدستور من خلال الاستناد إلى أحكامه، بما يحفظ وحدة لبنان وشعبه ومؤسساته الدستورية والأمنية والإدارية جميعها»، مشيراً إلى تعذر الانتخاب «لحظة الحقيقة»، وموضحاً أن لجوءه إلى الخيارات التي لم يحددها سيكون «إذا فُرِضَت عليّ».ونقل رئيس المجلس العام الماروني وديع الخازن، عن لحود، قوله: «إن كل ما قيل ويقال عن نصائح تسدى إليّ من هذه الجهة أو تلك، عن الخيارات التي أنوي اتخاذها إذا تعذر انتخاب رئيس جديد، هو مجرد اجتهادات وتأويلات»، وتشديده على «أن المعطيات الموضوعية الراهنة تفرض الاتفاق على رئيس يحظى بثقة جميع الأطراف اللبنانيين الراغبين في المحافظة على وحدة لبنان وعلى الشراكة الوطنية بين أبنائه»، مستغرباً «الضجيج المفتعل من هنا وهناك لعرقلة التوافق بين القيادات اللبنانية على الرئيس الجديد». كذلك نقل الخازن عنه «قلقه مما يجري في المنطقة من أحداث، ولا سيما ما يحصل من تحركات عسكرية إسرائيلية على الحدود الجنوبية، فضلاً عن التطورات الخطيرة على الحدود التركية ـــــ العراقية».
وقال لحود: «إذا لم يتفق اللبنانيون على اختيار رئيس توافقي في ما بينهم، فإن مجرد التلويح بالنصف زائداً واحداً سيطيح كل شيء، وسيترك بصماته على لبنان الكيان والدولة». وطالب القيادات اللبنانية «إزاء الأوضاع الخطيرة، بالتحلي بالشجاعة والوعي لما يخطط في الخفاء لإحداث شروخ من الصعب التئامها إذا ما ذهب الأفرقاء إلى خيارات التحدي، لأن الشجاعة تتطلب موقفاً متجرداً يراعي الإرث التاريخي الذي عرفه لبنان منذ نشوئه، كتجمعات طائفية، حيث لم يصل إلى مفهوم مجتمعي وطني موحّد إلا في فترات نادرة».
ونبّه إلى أنه «إذا لم تستشعر الموالاة والمعارضة هذا الخطر الداهم، الذي عجزت المحاولات العسكرية والحروب عن تأجيجه بافتعال الصراعات الدموية، وصولاً إلى تحقيق مرامي إسرائيل الخبيثة، فعبثاً نبني وطناً أو نحافظ على وطن نجحت صيغته المتفردة في اجتياز خطوط النار منذ سنة 1975. وإذا لم نمعن النظر في قراءة التاريخ جيداً، فسنقع في الفراغ الخطير الذي يحدث فوضى تجذب التدخلات الخارجية. لذلك دعوت، وما زلت، إلى المحافظة على الحد الأدنى من الاتفاق والتوافق بعيداً عن الضغوط التي تواكب هذا الاستحقاق الرئاسي، لما له من علاقة بمصير التحالفات الإقليمية والدولية المحفوفة بالاشتعال».
وعن دور بكركي في المساعي الهادفة إلى انتخاب رئيس توافقي، قال لحود: «كل القيادات الروحية والسياسية أعلنت وقوفها وراء مبادرة بكركي التي لا تختلف في الجوهر عن مبادرة رئيس المجلس النيابي نبيه بري».
والتقى لحود الأمين العام لـ«رابطة الشغيلة» زاهر الخطيب، ورئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي علي قانصو، ورئيس تيار التوحيد اللبناني وئام وهاب، ووفد حزب التضامن برئاسة إميل رحمة.
وأبرق لحود إلى الرئيس الجزائري عبد العزيز بو تفليقة، مهنئاً بعيد الثورة الجزائرية.