نقل زوار عين التينة أمس عن رئيس المجلس النيابي نبيه بري أن لديه معطيات للتفاؤل بالرغم من الأجواء، معتبراً أن التشنجات في الوسط السياسي «من باب المزايدة ورفع السقف لأن الاستحقاق أمامنا». وأشار إلى أنه يعوّل على البطريرك الماروني نصر الله صفير في هذا الموضوع وينتظر بفارغ الصبر ما سيأتيه منه.وكان بري قد استقبل في عين التينة أمس وفداً من «التكتل الطرابلسي» ضمّ وزير الأشغال العامة والنقل محمد الصفدي والنائبين محمد كبارة وقاسم عبد العزيز، وجرى البحث في التطورات الراهنة.
وأوضح الصفدي أن التكتل أكّد خلال اللقاء حرصه «على التوافق مخرجاً أساسياً للأزمة الني نغرق فيها» متمنياً استمرار الاجتماعات بين الرئيس بري والنائب سعد الحريري وأن تتوسع للوصول إلى هذه الغاية.
وعن موقف التكتل من انتخاب رئيس بالنصف زائداً واحداً، قال الصفدي : «لقد تكلمنا كثيراً في هذا الموضوع، وقلنا ونؤكد أننا لا نريد من أي فريق أن يعطّل هذا الانتخاب في الأيام العشرة الأخيرة، وقلنا إن «التكتل الطرابلسي» سوف يجتمع ويتخذ الموقف المناسب إذا عطل فريق هذا الاستحقاق».
سئل: هل يمكن أن يعطى أعضاء التكتل حرية الخيار؟
وهنا تدخل النائب كبارة فقال: «عندما نصل إلى العشرة أيام الأخيرة نأخذ الموقف المناسب».
وأمل الصفدي أن تعقد الجلسة في 12 الجاري، وهنا تدخل النائب كبارة مرة أخرى وقال: «إن شاء الله» مؤكداً أنه سيكون هناك رئيس جمهورية جديد قبل 24 تشرين الثاني «وإن شاء الله لن نصل إلى الفراغ الدستوري، والرئيس بري دائماً متفائل والحق معه أن يتفاءل رغم الأجواء التشاؤمية، ولديه معطيات لذلك».
من جهته، نقل الوزير السابق وديع الخازن أيضاً عن الرئيس بري تفاؤله وتأكيده «أن لا مجال للعب في هذا الاستحقاق، وسوف يكون هناك رئيس للجمهورية في الموعد الدستوري المحدد». ورأى بري ، بحسب الخازن، أن التشنجات الحاصلة في الوسط السياسي «من باب المزايدة ورفع السقف لأن الاستحقاق، أمامنا». وأشار الخازن إلى أن بري «يعوّل أيضاً على البطريرك الماروني الذي هو أبو الصبي في هذا الموضوع، وهو ينتظر بفارغ الصبر ما سوف يأتي اليه منه ليبني على الشيء مقتضاه ويسير هو والشيخ سعد الحريري والمرجعيات الأخرى للوصول إلى الاسم العتيد المطلوب لرئاسة الجمهورية".
كذلك استقبل بري المنسّق الخاص للأمم المتحدة في لبنان غير بيدرسن وترأس اجتماعاً لكتلة «التحرير والتنمية» لبحث آخر التطورات. وبعد الاجتماع، أدلى النائب أنور الخليل ببيان، أكدت فيه الكتلة تمسكها بالتوافق بين جميع اللبنانيين في شأن الاستحقاق الرئاسي بأسرع وقت ممكن، لافتة إلى أن «المواقف الإقليمية والدولية، وأكثر المواقف اللبنانية، لا تزال تدفع بقوة في اتجاه هذا التوافق». ورأت أن مواقف البطريرك صفير لها أثر واسع في تحقيق هذا التوافق.
وتطرقت الكتلة إلى بعض الأمور الاجتماعية والمالية، وموجة الغلاء المستفحل التي يشهدها لبنان. وتوقفت «أمام إمعان الحكومة في استمرار خرق الدستور والقوانين في ما يتعلق بملف خصخصة الخلوي، وإصرارها على إطلاق عملية المزايدة في احتفال تقيمه يوم الجمعة المقبل، وتحاول من خلاله التغطية على ارتكابها»، مشيرة إلى أن تجاهل الحكومة «كل الدراسات والمواقف والآراء الدستورية التي توجب العودة إلى المشترع لإصدار قانون ينظّم هذه العملية، واستغلال الظرف السياسي المعقد لتهريب المشروع في مناخ لا يساعد إطلاقاً على تأمين السعر الملائم الذي يحفظ مصالح الخزينة والمواطن، ويؤدي إلى إهدار مردود بئر النفط اللبناني الذي يغطّي اليوم عجز كثير من المؤسسات». ونبّهت الكتلة إلى «أخطار الاستمرار في هذه العملية»، واضعة «كل المعنيين والشركات المستثمرة أمام هذه المخالفات، وما يترتب عليها من مسؤوليات قانونية لاحقاً».