دعا راعي أبرشية صيدا للروم الملكيين الكاثوليك المطران إيلي بشارة الحداد إلى «العيش بكرامة بين الدروز والمسيحيين والمسلمين»، في لبنان الواحد غير المجزّأ، و«من يرد لبنان غير ذلك، فلا مكان له في الشوف ولا المختارة أو الجبل».وكان الحداد قد زار بلدة المختارة أمس، لـ«الإطلالة على الرعية، ورفض الإحباط المسيحي»، حيث أقيم له استقبال رسمي وشعبي، تقدّمه رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط، وزير شؤون المهجّرين نعمة طعمة، النائب علاء الدين ترو، المطران سليم غزال، وجمع من الشخصيات الحزبية والروحية والاجتماعية.
وإثر ترؤسه قدّاساً احتفالياً في كنيسة السيدة، وبعد كلمة للأب سليمان وهبه، ألقى المطران الحداد عظة، رأى فيها أن للزيارة الرعائية جانباً «وطنياً بامتياز»، فـ«في المختارة، تميزت العائلات الدرزية والمسيحية فيها بمحبة الآخر، وكتبت تاريخاً طويلاً لبنانياً لم تستطع سنوات الحرب محوه»، لافتاً إلى أن المصالحة التي أعادت المسيحيين إلى الجبل، وترافقت مع ترميم المقر البطريركي في عين تراز، كرّست رغبة الحياة «الأقوى من رغبة الانتحار». وفي تحية خاصة إلى جنبلاط، لـ«محافظته» على الناحية التراثية والبيئية في إطار المحافظة على وجه لبنان الحضاري، قال الحداد: «إبان الحرب كنتم حضاريون، ولا سيما في حماية دير المخلص وإيقوناته ومكتبته»، مشيراً إلى «تناغم طبيعي» بين المختارة والأبرشية الصيداوية والجبل، و«هذا ناتج من المواقف التي خدمت التعايش والانفتاح، وتكريس مبدأ تلازم المسيرة بين جميع الطوائف والمذاهب».
بعد ذلك، لبّى المطران الحداد الدعوة إلى غداء أقامه على شرفه الوزير طعمة، في منزله في المختارة، في حضور جنبلاط. ومن وحي اللقاء، رأى طعمة أن زيارة الحداد «تكملة للمصالحة التي تكرّست عام 2001، إبان زيارة البطريرك (مار نصر الله) صفير إلى الجبل، وتكريس يضاف إلى تلك الزيارة التي رسّخت اللحمة وأعادت الوحدة والعيش المشترك للجبل الشامخ»، مشيراً إلى أهمية «حماية هذا الإنجاز الكبير، انطلاقاً من الإيمان الدائم بضرورة تعزيز مسيرة السلم الأهلي ونبذ التفرقة والانقسام والحرب». واختتم الحداد زيارته بلقاء المشايخ وأبناء المختارة في دار البلدة.