تلقّى رئيس مجلس النواب نبيه برّي اتصالاً هاتفياً من سفير المملكة العربية السعودية في لبنان عبد العزيز خوجة، هنأه خلاله بالانتصار الذي حقّقه الجيش اللبناني في «البارد»، وتشاور معه في المبادرة التي أطلقها، متمنياً «أن تأخذ الأطراف اللبنانية هذه المبادرة بروح إيجابية، للتوصّل إلى تفاهم لبناني ـــــ لبناني».وكان مقرّ الرئاسة الثانية في عين التينة قد شهد أمس سلسلة لقاءات عقدها الرئيس برّي، استهلّت بلقائه وفداً من «جبهة العمل الإسلامي» برئاسة الداعية فتحي يكن الذي وصف المبادرة التي أطلقها الرئيس برّي بـ«القيمة الحضارية المتقدّمة».
وإذ أعرب عن تمنياته «لو أن قوى 14 آذار رحبّت بالمبادرة ترحيباً مباشراً وقوياً، دونما أدنى تحفّظ»، وخصّ يكن هذه القوى بالقول: «لا يجوز أن تقولوا بأنها مرفوضة وإننا لا نقبل إلا بانتخاب النصف زائداً واحداً».
ورأى يكن أن «فشل هذه المبادرة سيدفع بالمعارضة إلى أن تتلمّس مخارج كثيرة، تخرج لبنان من حمأة الفتنة»، متمنياً على قوى السلطة «أن تبادر فوراً إلى الترحيب بهذه المبادرة، دون دراسة لأي أمر أو تحفظات أو عوائق».
ثم استقبل برّي النائب روبير غانم الذي سلّمه النسخة المحدّثة من البرنامج الذي وضعه عام 2004 وترشّح على أساسه لانتخابات رئاسة الجمهورية، في خطوة «أسهمت إلى حدّ كبير في إبعاد رئاسة الجمهورية عن الشخصنة»، على حدّ تعبيره.
وأمل غانم أن يكون الانتصار الذي حقّقه الجيش اللبناني في نهر البارد «خطوة نحو وحدة كل لبنان»، داعياً إلى «النظر بكل انفتاح» إلى المبادرة التي أطلقها برّي، لأن لبنان «لا يمكنه أن يدخل في التهدئة والاستقرار والوحدة الوطنية إلا من خلال الوصول بالاستحقاق الكبير إلى التوافق».
ورداً على سؤال متعلّق باستبعاد اسمه عن لائحة مرشّحي قوى «14 آذار»، أشار غانم إلى أن لبنان «ليس فقط 14 أو 8 آذار»، وإلى أن مبرّر وجوده «ليس الشخص والبدلة والكرافات التي تؤهّل لهذا الاستحقاق الكبير».
بدوره، رأى الرئيس نجيب ميقاتي، بعد لقائه برّي، أن المبادرة «أرضيّة طبيعية، وبداية حلّ لانتخاب رئيس جديد للجمهورية»، مشدّداً على أن أخذها بإيجابية من قبل الجميع «يمكّن من الوصول إلى انتخابات رئاسة الجمهورية».
ولخّص ميقاتي رسالته لـ«الأكثرية» بالقول: «يجب أن يتلقّفوا هذه المبادرة بإيجابية، وأن تشكّل أرضية للبحث والحوار، لكي نستطيع الوصول إلى موعد الاستحقاق الرئاسي بإيجابية كاملة»، لافتاً إلى أن ردود الفعل العربية «تصبّ في خانة دعم هذه المبادرة وتأييدها». كما أكّد أن الدماء والتضحيات الكبيرة التي قدّمها الجيش اللبناني «لم تذهب هدراً، بل تشكّل تقوية لمناعة الجيش ضد أي شرذمة».
ومن زوّار عين التينة، أيضاً، الوزير السابق فارس بويز الذي رأى في مبادرة برّي «خريطة الطريق الوحيدة الممكنة والمعقولة والحكيمة والعاقلة التي يمكن اعتمادها»، و«المخرج الوحيد لبلوغ تسوية معينة، على المستوى الوطني».
واختتم رئيس مجلس النواب لقاءاته باستقبال القائم بالأعمال الفرنسي جوزف سيلفا الذي أوضح أن سلطات بلاده «أخذت علماً بتصريحات الرئيس بري التي تبدو لنا أنها تذهب بالاتجاه الصحيح»، لافتاً إلى أن النداء الموجّه إلى اللبنانيين للنقاش بين بعضهم حول مسألة تخصّهم «تستحق التحية».
(وطنية)