اعتبر رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط، إثر زيارته بكركي أمس للقاء البطريرك الماروني نصر الله صفير أن «الدولة انتصرت من خلال الجيش على عصابة فتح الإسلام، وركزت الدولة مقوّماتها، وإن شاء الله سنستمر مع الدولة والجيش وقوى الأمن في بسط سلطة الدولة على كل الأراضي اللبنانية من دون استثناء».وأضاف: «بالأمس سقط الخط الأحمر، وليس كما يقول البعض إن الجيش تُرك بنصر مهرب. منذ اللحظة الأولى للعدوان على الجيش، كنا جميعنا الى جانبه. حسم الجيش والدولة المعركة، وعلينا ان نتذكر وقفة الدول الصديقة ومنها المملكة العربية السعودية والأردن ومصر وفرنسا والولايات المتحدة والإمارات وغيرها مع الحكومة ومع الجيش، وهذه الدول أعطت كل المقومات والمساعدات اللازمة للجيش للقيام بهذه المعركة الطاحنة». وتابع: «من خلال صمود الجيش وقوى الأمن سيقوم لبنان وسنبسط السلطة على كل شبر من الأراضي اللبنانية. وأنا متفائل. حاولوا ان يضعوا عدة خطوط حمراء: وضعوا خطاً أحمر على المحكمة، وأقفلوا المجلس فتحدّيناهم سلمياً وديموقراطياً ونلنا المحكمة، وسننال العدالة، وسينال الجناة القصاص. قالوا نهر البارد خط أحمر، فقلنا، حكومةً ومؤسسات وجيشاً وقوى أمن، إن الدولة هي التي ستحكم، وسقط الخط الأحمر. الطريق طويل، ولكن بفضل صمود الشعب اللبناني والجيش وقوى الأمن ودعم الدول الصديقة من عربية وأجنبية، نحن على الخط سائرون. وسيكون لي الخميس المقبل من خلال برنامج «كلام الناس»، جوابي الشخصي وجواب اللقاء الديموقراطي والحزب التقدمي الاشتراكي ـــ لأنني لا أستطيع أن أنوب عن رفاقي في قوى 14 آذار ـــ عما سمي مبادرة الرئيس نبيه بري».
وقد غصّ الصرح البطريركي بالزوار قبل مغادرة صفير الى روما، غداً، فاستقبل الوزير فارس بويز الذي وصف مبادرة بري بأنها «منطقية وواقعية، وتشكل مخرجاً إذا أردنا من هذه الأزمة، ومدخلاً نحو إنتاج رئيس جمهورية جديد حسب الأصول وفي المدة الدستورية المطلوبة». وأعرب عن اعتقاده بأن «هناك تلاقياً كبيراً» في الأفكار بين بري وصفير.
واستقبل صفير النائب روبير غانم والأمين العام للمدارس الكاثوليكية الأب مروان ثابت ونديم بشير الجميل الذي وجّه الى البطريرك دعوة للمشاركة في القداس السنوي الذي يقام في كنيسة الآباء اللعازاريين في الأشرفية في الذكرى الـ25 لاغتيال الرئيس بشير الجميل. والتقى العميد المتقاعد بول فارس المرشح لرئاسة الجمهورية الذي قدم إليه برنامجه الرئاسي.
واستقبل البطريرك الماروني وفد منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان برئاسة عباس زكي الذي قال بعد اللقاء إنه استعرض «مع غبطته آخر التطورات ولا سيما وأد بؤرة الإرهاب التي احتلت مخيم نهر البارد وآلية العمل المقبل بحيث أن هناك طريقة وحيدة للإقلاع وهي الاهتمام أولاً بالـ40 ألف فلسطيني الذين هم خارج المخيم عبر توفير مأوى مع قدوم موسم المدارس ورمضان والشتاء، بعد انتهاء الكابوس الذي كان يهدد ليس فقط الفلسطينيين بل كل لبنان ولا سيما منطقة الشمال». وقال: «لا بد من نزع الألغام وإزالة الركام والأنقاض تمهيداً للبدء بإعادة إعمار المخيم، وهي مسؤولية الدول المانحة. وبعد إتمام عملية البناء يكون مخيم نهر البارد هو الأداة التي يمكن أن تقيس عليها».
ثم التقى صفير السفير البابوي في شبه الجزيرة العربية المطران بولس منجد الهاشم يرافقه الأب جان ــــ مارون الهاشم. واستقبل وزير الثقافة والخارجية بالوكالة طارق متري الذي صرح بأننا «لم نتطرق إلى مبادرة الرئيس بري». وعما إذا كان سيعقد لقاء بين رئيس الحكومة فؤاد السنيورة والبطريرك صفير في روما، قال: «لا أعتقد ذلك. سيشارك غبطته في مؤتمر المرشدية العالمية للسجون. ونحن سنزور إيطاليا للقاء رئيس وزرائها». وشدد على «ضرورة أن يحصل الاستحقاق الرئاسي في موعده».
كذلك التقى البطريرك صفير السفير الإيطالي غابريال كيكيا.