كمال شعيتو
عادت أمس قوافل الألوية العسكرية التابعة للجيش إلى قواعدها في البلدات المتفرقة وسط حشود المواطنين الذين آثروا رش الأرز والورود، فيما ارتأى آخرون التعبير عن فرحهم «عسكرياً» من وحي المناسبة، فأطلقوا النار من أسلحتهم المتنوعة أمام أعين العسكريين وملالاتهم حيناً، وبين المواطنين أو فوق رؤوسهم حيناً آخر. وحدهم هؤلاء الفرحون كانوا النجوم إلى جانب أبطال الجيش، مع اختلاف أدوارهم. فخلال الأيام الثلاثة الماضية شهدت المناطق احتفالات سيّارة وتجمهراً للحشود إثر انتصار الجيش على تنظيم «فتح الإسلام» في مخيم نهر البارد. وقد أدى ذلك إلى إصابة العشرات من المواطنين بالرصاص الطائش، من دون رصد أي عملية توقيف لمطلقي النار، باستثناء حالة واحدة، إذ أوقف عناصر فصيلة الميناء في طرابلس خالد ص. لإقدامه على إطلاق النار ابتهاجاً.
وفيما ارتدت معظم عمليات إطلاق النار عباءة الحداد على أرواح شهداء الجيش، عادت وارتدت في الأيام الماضية عباءة الابتهاج فرحاً بانتصار الجيش في مخيم البارد. وفي السياق، رصدت «الأخبار» عدداً كبيراً من إصابات عدة لمواطنين أبرياء جراء رصاصات طائشة، فضلاً عن العديد من حالات إطلاق النار في مناطق مختلفة. ففي الفرزل ـــــ زحلة، وعلى أثر شيوع خبر مقتل عدد من مسلحي «فتح الإسلام» واعتقال آخرين على يد الجيش، أقدم مجهول على إطلاق النار في الهواء فرحاً. وفي مختلف أنحاء منطقة المنية أقدم البعض على إطلاق العيارات النارية ابتهاجاً بانتهاء العمليات العسكرية في البارد. كما جرى الأمر عينه في الكورة وعكار ومعظم بلدات منطقة البقاع.
أما في الإصابات البشرية، فقد أصابت «عيارات الفرح والابتهاج» علي العجان بطلق ناري بخاصرته في مدينة طرابلس. وفي أبي سمرا أُصيب أيمن شمسين برصاصة طائشة في كتفه فيما نقل محمود مقداد إلى المستشفى لإصابته برجله أثناء وجوده في بلدة المحمرة. من جهته، وفي بلدة فنيدق، يبدو أن أحمد ع. أراد الاحتفال على طريقته الخاصة فألقى قنبلة دخانية بالقرب من منزله أثناء الاحتفالات التي أقيمت لانتهاء العمليات العسكرية في البارد. أضف إلى ذلك، إصابة حوالى 8 أشخاص، من بينهم أطفال تتراوح أعمارهم ما بين 4 سنوات و 15 سنة، في اليدين والرؤوس والأكتف.
شهيد للجيش برصاصة طائشة
وبينما كان المواطنون وعسكريو البارد يحتفلون، «اغتالت» إحدى الرصاصات الطائشة في بلدة المباركية ـــــ عكار الرقيب في اللواء الخامس علي خضر الأشقر.
بالانتقال إلى بيروت، رصدت «الأخبار» بعضاً من الحالات المشابهة لما سبق. ففي الطريق الجديدة أقدم كل من محمد أ. وطلال ح. ومحمود هـ. على إطلاق النار في الهواء ابتهاجاً بانتصار الجيش. كما أطلق كل من حسن ك. وشقيقه موسى النار ابتهاجاً في محلة المدينة الرياضية، وفرّا إلى جهة مجهولة. وقد احتضنت سماء محلة الشياح وصحراء الشويفات المئات من العيارات «الاحتفالية». أما في الإصابات، فقد أصابت إحدى الرصاصات الطائشة وليد مهدي في يده أثناء وجوده داخل سيارته في محلة المزرعة. بدورها، شهدت منطقة معوض ـــــ الشياح إصابة ناصر العبد برصاص طائش، ما استدعى نقله إلى مستشفى بهمن القريبة من المكان.
وحده هيثم م. المنتمي إلى «جند الشام» في عين الحلوة، هو من رصدته «الأخبار» أثناء إطلاقه النار استياءً لسقوط مخيم نهر البارد.
وفي إطار ما شاهده المواطنون بأمِّ العين أو عبر شاشات التلفزة لمدنيين يطلقون النار أمام عدسات الكاميرا أو من الطرقات وشرفات المنازل، يبقى السؤال: هل فُتح تحقيق في هوية مطلقي النار، أم أن دماء المواطنين ذهبت هدراً وستبقى «فرحة الانتصار» ناقصة؟