أكدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أن الاتحاد الأوروبي سيقوم بكل ما في وسعه لإجراء انتخابات رئاسية ناجحة في لبنان.وقالت ميركل بعد لقائها رئيس الحكومة فؤاد السنيورة في مقر المستشارية الألمانية في برلين أمس «إن وضع حد للمعارك في مخيم نهر البارد ضد عدد من الإرهابيين، سيكون مناسبة لإعادة إرساء سلطة الدولة اللبنانية على هذا المخيم وهذا يمثّل خطوة مهمة للبنان»، وأشارت الى أن القوات الألمانية البحرية العاملة في إطار قوات «اليونيفيل» تلقى نجاحاً في مهماتها ولا سيما في حماية الحدود البحرية اللبنانية. وأكدت «وجوب تحسين حماية الحدود اللبنانية ــــــ السورية من الجهات كافة. وسوف نثير هذا الموضوع مع شركائنا في الاتحاد الأوروبي، مجدّدة دعوتها لسوريا «إلى الاعتراف بلبنان وأداء دور بنّاء».
ودعت الى إجراء الانتخابات الرئاسية المقبلة في لبنان ضمن الأطر الدستورية عبر مساهمة الأحزاب اللبنانية، مؤكدةً «أننا سنقوم بكل ما في وسعنا مع الاتحاد الأوروبي لإجراء انتخابات رئاسية ناجحة».
من جهته، عبّر السنيورة عن تقديره «للشعب الألماني والحكومة الألمانية وللسيدة ميركل على مشاركة ألمانيا في دعم السلم والأمن والاستقرار في لبنان»، شاكراً ألمانيا على قيادتها لقوات «اليونيفيل» البحرية معتبراً أن هذا الأمر «كان مفيداً وداعماً جداً وساهم في الحفاظ على الأمن في لبنان، إضافة إلى دور ألمانيا في مشروع مراقبة الحدود الشمالية مع سوريا الذي اتضح أنه كان ذا ضرورة قصوى».
ورأى «أن «عصابة «فتح الإسلام» الإرهابية أرادت أن تسيطر على كل لبنان، لكن لبنان كان حازماً بفضل إصرار الحكومة اللبنانية ووحدة وشجاعة جيشنا بما أكد أن بإمكاننا أن نحمي فعلاً بلدنا». وشدّد على إجراء الانتخابات الرئاسية ضمن المهل الدستورية.
وكان السنيورة قد استقبل في مقر إقامته وزير الدفاع الألماني فرانس يوسف يونغ وعرض معه الوضع في لبنان ولا سيما في الجنوب وتطبيق القرار 1701 والتعاون في المجال العسكري بين البلدين. كما التقى وزيرة التعاون الاقتصادي هيدماري تسويل التي أعلنت أن ألمانيا ستقدم مليوني يورو إضافية كمساعدات للاجئين الفلسطينيين في لبنان.
وكانت تسويل قد تعهدت خلال زيارتها للبنان في تموز الماضي تقديم مليوني يورو أخرى، وأشارت إلى أن «هناك حاجة إلى عمل الكثير وخاصة في ما يتعلق بالبنية التحتية للمخيمات»، موضحة «أن الهدف هو تحسين الأحوال المعيشية ومنع الجماعات الإرهابية مثل القاعدة من نشر الكراهية».
واستقبل السنيورة وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير وعرض معه التطورات في لبنان والمنطقة. وتلقّى اتصالاً هاتفياً من الملك الأردني عبد الله الثاني الذي هنأه بالانتصار الذي حققه الجيش اللبناني في نهر البارد، كما وضعه في أجواء الاجتماع الذي عقده أخيراً مع الرئيس نيكولا ساركوزي وأكد له الاتفاق على دعم الجيش وخصوصاً بعد هذه المعركة.
وغادر السنيورة برلين مساء أمس متوجهاً إلى القاهرة حيث يجتمع اليوم إلى الرئيس المصري حسني مبارك والأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى.
إلى ذلك، أكد البيت الأبيض، في بيان أصدره أمس، التزام واشنطن بمساعدة الحكومة اللبنانية على بناء قدرات قوّاتها المسلّحة لمواجهة «التحديات الخطيرة التى تواجه استقرار لبنان والمنطقة»، انطلاقاً من شعورها بـ«السعادة لتمكّنها من تلبية طلب حكومة السنيورة في توفير الإمدادات والتدريبات للقوات المسلّحة اللبنانية للمساعدة في هزيمة فتح الإسلام».
(الأخبار، وطنية)