طرابلس ـ فريد بو فرنسيس
تركت الأحداث الأمنية التي ضربت شمال لبنان آثاراً سلبية على الشباب، وخصوصاً الذين لا تتعدى أعمارهم الخمسة عشر عاماً. من هنا، كان لا بد من إيجاد سبل من أجل بناء القدرات الشبابية، وبحث عن حلول لمعالجة تداعيات الحرب النفسية والاقتصادية والاجتماعية. لذلك بادرت مؤسسة الصفدي بالتعاون مع جمعية «مرسي كور» إلى إنشاء مشروع حمل اسم «مسرح السويقة الشعبي». ويستهدف المشروع منطقة السويقة، لكونها المكان الذي يتواجد فيه «مركز شبابنا» المتخصص بوقاية الشباب من الانحراف، كما تُعتبر من المناطق الأكثر عرضة لهذه المشكلة. ويقول المدير العام لـ«الصفدي» رياض علم الدين: «إنّ الوسيلة الأسرع والأفضل لملامسة الجانب النفسي والفكري لدى الشباب، تكمن في إفساح المجال أمامهم، بالتعبير والحوار البنّاء والفرح، وهو ما يقوم به المسرح الشعبي التفاعلي، إضافة إلى التربية الرياضية والأنشطة الترفيهية».
بدورها، رأت منسقة قطاع التنمية الاجتماعية في المؤسسة سميرة بغدادي أنّ المشروع يعتمد على تدريب الشباب على تقنيات المسرح التفاعلي عبر فريق عمل متخصّص، مشيرة إلى أنّ الفنان جورج خباز، وهو خبير في المجال الفني، يدرّب المتطوعين على المسرح التفاعلي، أي السماح للشباب بالتعبير عن أنفسهم على خشبة المسرح. أما جنين البيك فتعمل على تدريب الشباب على أسس التنشيط وكيفية الإعداد للأنشطة، ما يسهل عملية النزول الميداني على المتطوعين.
وأملت بغدادي في أن يصبح مشروع «مسرح السويقة الشعبي» جزءاً لا يتجزأ من الاحتفالات التقليدية التي تنظم في مدينة طرابلس لمناسبات عدة كشهر رمضان، الأعياد، والمهرجانات الثقافية... وتتطلع إلى إمكان اعتماد المسرح في مشاريع مستقبلية تقوم على التدخل لدى المدارس الثانوية في المنطقة بحيث يتمكن الشباب المدربون من إيصال تجربتهم وأفكارهم عبر «المسرح التفاعلي» إلى أقرانهم، على أن تُستتبع بمرحلة لاحقة تقوم على تدريب المتطوعين على التقنيات التدريبية والتربية الناشطة، إضافة إلى تدريب شباب المنطقة على العمل المسرحي ليتعاونوا مع المتطوعين المتخصصين فيشكلوا معاً «المسرح الشعبي من أجل التنمية». وتوقعت أن تسهم عروض المسرح الشعبي في الأحياء، ومن خلال تفاعل المجتمع، في تأمين استمرارية المشروع الذي سيكون مقره في مركز شبابنا في السويقة».
أما مديرة المشاريع في قطاع التنمية الاجتماعية التابع للمؤسسة ياسمين كبارة فقد رأت «أن المشروع سابقة فريدة من حيث طريقة المعالجة النفسية والفكرية للشباب، وذكّرت بتجربة سابقة للمؤسسة في هذا المضمار، إذ تم اعتماد أسلوب العلاج بالفن كوسيلة تسمح للشباب بالتعبير عن أنفسهم».