راجانا حميّة
في ظلّ الأوضاع الإقتصاديّة الصعبة، المترافقة مع ارتفاع تكلفة المعيشة وتقاعس المؤسّسات الرسميّة، تحاول بعض الجمعيّات والأحزاب جاهدة لملء الفراغ المزدوج بمساعداتٍ بسيطة للطلّاب قد تسعفهم
للبدء بعامٍ دراسيٍّ طبيعي


ينطلق العام الدراسي في كلّ مرّة وسط هواجس تحكُم غالبية أهالي التلامذة الذين يجدون الصعوبة المزدوجة نفسها في كل عام، الأقساط واللوازم المدرسية. وإذا كانت معظم العائلات قد أُجبرت على تحمّل هذه الأعباء السنويّة، إلاّ أنّ بعضها ما يزال يجد صعوبة في البحث عن موردٍ إضافيٍّ يسدّ الحاجات الضرورية الطارئة، لذا فهم يلجأون في غالبيّة الأحيان إلى الاستعانة ببعض ما تقدّمه الجمعيّات والأحزاب. وفي هذا الإطار، تحاول التعبئة التربويّة في «حزب الله» ملء بعضٍ من هذا الفراغ لعائلاتٍ كثيرة قد لا تجد في بعض الأحيان ما يسدّ رمقها. وتبدأ التعبئة مساعداتها التربويّة في الأوّل من أيلول بثلاثة نشاطاتٍ أساسيّة تشمل المناطق التي يوجد فيها «حزب الله». وبعيداً عن باقي المناطق، انطلقت منذ ثلاثة أيّام المرحلة الأولى من المساعدات التربويّة في بيروت، إذ افتتحت التعبئة معرض القرطاسيّة في مجمع سيد الشهداء في الضاحية الجنوبية بمشاركة 5 مؤسسات. فبعد ثلاثة أيّامٍ على الافتتاح، لا تزال الحركة خفيفة، فيما يؤكد مندوبو المؤسّسات المشاركة أنّ الذروة تأتي قبيل أيّامٍ من بدء العام الدراسي. ويُلفت صاحب مكتبة القدس محسن وهبي إلى «أنّ الحركة تبدأ فعلياً ما بين العاشر والعشرين من أيلول، وأوائل تشرين». وفي ما يخصّ الأسعار، يلفت المسؤول الإعلامي في التعبئة ـــــ بيروت دانيال علويّة إلى «أن التعبئة اشترطت أن تكون الأسعار أرخص ممّا هو متعارف عليه خارج المعرض تحت طائلة فسخ العقد مع الشركة». ويوضح علويّة أيضاً «أنّه خلال فترة المعرض، الذي يستمرّ إلى الثامن والعشرين من أيلول، ستنظم التعبئة ندواتٍ توجيهيّة للطلّاب، مع إبراز الأولوية للجامعة اللبنانيّة، حيث سيتعرّف طلّاب المرحلة الثانويّة على اختصاصات الجامعة وكيفيّة الدخول إليها. كذلك يتخلّل المعرض، إضافة إلى ندوات التعبئة، حلقات تقيمها المعاهد المشاركة لتوجيه التلامذة إلى اختصاصاتها المهنيّة.
وفي موازاة معرض القرطاسيّة، تنشط مكتبة الإعارة التي تنظّمها التعبئة في ثمانية «أقاليم»، قُسِّمت حسب مناطق الوجود في «حي السلّم، المريجة والكفاءات وحي الأبيض، بئر العبد وحارة حريك، الشيّاح والغبيري، الأوزاعي، بئر حسن والنويري، والجبل». وتعتمد المكتبة على الكتب التي يتبرّع بها المكتبات والتلامذة. ويشير علويّة إلى «أنّ المساعدة تقتصر أكثر على المدارس الخاصّة، لكون الدولة تتكفّل تأمين الكتب للمدارس الرسميّة». وتشترط التعبئة في تسليم الكتب مراعاة الأوضاع الاقتصاديّة المتردّية للعائلات، حيث تُعبّأ الطلبات في إحدى هذه المراكز لدراستها وتسليم الكتب خلال 48 ساعة، والاستثناء الوحيد في هذه العملية دفع رسمٍ لا يتعدّى 30% من سعر الكتب «لضمان عودتها» عقب نهاية العام. أمّا في ما يتعلّق بالمرحلة الثالثة، فتعمل التعبئة التربويّة على تأمين المنح المدرسيّة للتلامذة غير القادرين على دفع الرسوم في بعض المدارس الخاصّة، على أن تنحصر كلفة المساعدة بين 30 و80%، وقد تصل في بعض الأحيان إلى 100% لبعض الحالات الاستثنائية، كما تؤمّن المنح المهنية والجامعيّة للطلّاب بكلفة تتراوح بين 30 و50% في الجامعات والمعاهد الخاصّة المحدّدة.