كوشنير في بيروت الخميس لإبلاغ اللبنانيّين عن «فرص يجب التقاطها» فيما يندر أن يمر يوم، من دون الحديث عن «لبننة» الاستحقاق الرئاسي وعن «رئيس صنع في لبنان»، والجزم بأن القرار سيكون لبنانياً، فإن البحث في هذا الاستحقاق لا يكاد ينتهي في عاصمة ما حتى يبدأ في أخرى، مستحضراً الموفدين وأصحاب المبادرات الخارجية، وحاضراً في كل تحركات ومداولات السفراء الأجانب والعرب مع المسؤولين اللبنانيين.
فبعدما استوجبت الانتخابات الرئاسية في لبنان، سلسلة لقاءات في الفاتيكان، جاءت الأنباء من نيويورك (نزار عبود) لتتوقع جمود الوساطات في انتظار قمة مصغرة تعقد على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في وقت لاحق هذا الشهر.
وفي هذا الإطار، توقّع دبلوماسي فرنسي في الأمم المتحدة، عقد لقاء على مستوى رؤساء دول كبرى وأخرى إقليمية فاعلة في الشرق الأوسط ومعنية بالملف اللبناني، وذلك على هامش قمة الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تعقد في 24 أيلول الحالي. ووصف هذا اللقاء بـ«التشاوري»، مرجّحاً أن يتم على مستوى الزعماء، بمبادرة من الأمين العام للمنظمة الدولية بان كي مون.
وفي المقابل، أكد هذا الدبلوماسي أن وساطة باريس في موضوع الانتخابات الرئاسية «لم تستنفد طاقتها ولم تصل بعد إلى طريق مسدود». وقال لـ«الأخبار» إنها مستمرة للتقريب بين وجهات النظر في سبيل بلوغ انتخابات ناجحة بتوافق اللبنانيين وفق الأصول الدستورية.
وعلى صعيد آخر، قال الدبلوماسي الفرنسي إنه فوجئ بنبأ إبعاد القاضي إلياس عيد عن مسؤولية ملف التحقيق في قضية اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري، وقال باستغراب مرفق باهتمام كبير «لم أتلقّ أي معلومات عن هذا الأمر».
وتأكيداً لما قاله عن استمرار الوساطة الفرنسية، أعلن مساعد المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية فريدريك دوزانيو، أن وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير سيزور بيروت الخميس المقبل، في إطار متابعة الجهود التي تبذلها باريس للمساعدة على حل الأزمة السياسية اللبنانية المستمرة منذ أشهر، وذلك في ختام جولة معلنة في الشرق الأوسط تشمل اسرائيل والأراضي الفلسطينية. وأشار دوزانيو الى أن كوشنير «سيتابع اتصالاته مع الأفرقاء اللبنانيين في إطار مؤتمر لا سيل سان كلو وفي إطار زيارته السابقة (للبنان)». وقال إن بلاده ترى أن «هناك فرصاً يجب التقاطها»، موضحاً أن «هذا سيكون مضمون الرسائل التي سيوجّهها (كوشنير) الى الذين سيجتمع معهم».
ورأى دوزانيو أن دعوة رئيس مجلس النواب الى جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية في 25 أيلول الحالي «يجب أن تكون المرحلة الأولى من عملية انتخاب رئيس جديد»، مذكّراً بأن فرنسا تريد «أن يجري الانتخاب وفق الأصول الدستورية وفي المهلة الدستورية».