البداوي ــ عبد الكافي الصمد نهر البارد ــ نزيه الصديق

على وقع هتافات «عل البارد راجعين، شهداء بالملايين»، و«بدنا نرجع عل البارد، ما بدنا خبز بايت»، و«نهر البارد يا مجروح، دمك هدر ما بروح»، نفّذ نازحو مخيم نهر البارد المقيمون في مخيم البداوي اعتصاماً احتجاجياً جديداً، طالبوا فيه بالعودة السريعة والآمنة إلى مخيمهم في أقرب وقت.
واتخذت القوة الأمنية الفلسطينية المشتركة كالعادة إجراءات لضبط الاعتصام، وزادت من إجراءاتها هذه المرة، ومنعت خروج أي تظاهرة من مدرسة كوكب التي نفذ الاعتصام في باحتها الداخلية، عدا تعزيز عناصر القوة الأمنية عند الحواجز الموجودة عند مداخل المخيم، من أجل الحؤول دون خروج المتظاهرين إلى خارجه، وحصول مصادمات مع محيطه كما حصل في السابق.
الاعتصام الذي دعت اليه مؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني، تحدث فيه أولاً عضو اللجنة الشعبية في مخيم نهر البارد أبو الطيب، ولفت إلى «المعاناة الكبيرة التي يتكبدها الفلسطينيون، وتعرضهم للنزوح والتهجير وهدم المؤسسات المدنية والتجارية والتربوية، والإحساس بالظلم في معركة لا ناقة لنا بها ولا جمل، ولم تكن بين لبناني وفلسطيني، بل كانت قدرنا».
وأشار إلى أن «لا أحد يتكلم على عودتنا السريعة التي وعدنا بها بحجة المتفجرات والقنابل التي لم تنفجر بعد، مع العلم ان القنابل والمتفجرات كانت في الجنوب اللبناني بعد حرب تموز أضعافاً مضاعفة عما هي عليه في مخيم نهر البارد الآن، ومع ذلك عاد أهل الجنوب فوراً إلى بيوتهم، ونحن لا نزال ننتظر السماح لنا بالعودة».
من ناحيته، رأى عضو المكتب السياسي في الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين ومسؤولها في الشمال أركان بدر ابو لؤي، في كلمة ألقاها أن «على من يقول إن الخروج مؤقت والعودة مؤكدة والإعمار محتّم، أن يترجم ذلك بروزنامة وبرنامج محدد، وأن يترجم التعهدات التي أطلقها على الأرض، لأننا نريد عودة سريعة وآمنة إلى المخيم من اجل العلاقة المشتركة بين الشعبين اللبناني والفلسطيني»، مشيراً إلى «أننا نريد هذه العودة بتسهيل من الجيش اللبناني وأهالي عكار والمنية والعبدة والبداوي ودير عمار وببنين والمحمرة، لأننا والشعب اللبناني في جوار مخيم نهر البارد شعب واحد وأصحاب قضية واحدة، وكنا ضحية فئة غريبة وطارئة علينا وعليهم، ونحن شركاء في الانتصار الذي تحقق على هذه الفئة».
وشدّد قائلاً «لا نريد شيئاً سوى العودة إلى مخيم نهر البارد، ونعتقد أن الخطة الثلاثية التي اقترحتها الأونروا ووافقت عليها الحكومة والجيش اللبناني هي خطة جيدة ينبغي تنفيذها سريعاً، إذ لا بديل لنا عن البارد إلا البارد».
على الصعيد الميداني، سحبت فرق الإسعاف داخل مخيّم نهر البارد ثلاث جثث مضى على مقتلها وقت بعيد. وتمكّن أهالي بلدة بحنين من إلقاء القبض على أحد عناصر «فتح الإسلام» ويدعى أحمد اللبش (سوري الجنسية) وهو فر مع مجموعة مؤلفة من أربعة أشخاص، ولم يكن في حوزته أي سلاح، وقد أصيب بيده وببعض الجروح. وقد تم تسليمه إلى الجهات المختصة في الشمال. كذلك أفادت مصادر أمنية أن أهالي جوار المخيم تمكنوا من توقيف خمسة من الفارين من فتح الإسلام في مواقع مختلفة.
وبحسب تقديرات أمنية، فإن هؤلاء العناصر الذين تمّ إلقاء القبض عليهم، هم من ضمن مجموعة تقدّر بـ 12 شخصاً تمكّنوا من الفرار من المخيم، واتجهوا عبر نهر البارد إلى المناطق الأعلى. ويواصل الجيش اللبناني إزالة الألغام الخطرة المزروعة بكثافة في المخيم، وقد أدى انفجار أحدها إلى إصابة أحد الجنود بجراح بليغة استدعت نقله إلى أحد مستشفيات العاصمة.
وعلى صعيد الكشف عن الجثث والتحقق من أصحابها، فإن إشكالية التعرّف إلى جثة العبسي لم تنته فصولًا، والعينات التي أخذت من شقيقه في الأردن قد وصلت إلى لبنان وبدأ العمل على فحص حمضها النووي، رغم أن كلّ من يعرف العبسي أكّد أن الجثة تعود له، خصوصاً زوجته التي تعرف العلامات الفارقة في أنحاء مختلفة من جسده.