نديم المقدسي الذي دافع عن القضايا العربية في أميركا خسر الجسم الصحافي الكاتب والصحافي نديم أنيس المقدسي الذي توفي في الولايات المتحدة، وقد نعته نقابة الصحافة اللبنانية وبرنامج أنيس المقدسي للآداب في الجامعة الأميركية في بيروت.
ولد نديم المقدسي في نيويورك في عام 1921، وأصدر مجلته الأولى «الحوادث الصيفية»، وهو في التاسعة، وقد كتبها بخط يده ووزعها في ضهور الشوير حيث كان يصطاف مع أهله.
درس المقدسي في الجامعة الأميركية في بيروت، لكنّه ترك الجامعة في عامه الثاني ليعمل في دمشق ترجماناً خاصاً لضابط بريطاني كبير في جيش الحلفاء.
في خريف عام 1943 عاد المقدسي إلى الجامعة الأميركية في بيروت حيث شارك في أكبر التظاهرات الاستقلالية ضد الانتداب، مع عشرين ألف طالب. ثم غادر إلى الولايات المتحدة في تموز 1946 حيث عمل في صحيفة «الهدى» النيويوركية وقام بتغطية جلسات الأمم المتحدة. تابع المقدسي دراسته الجامعية، وعمل مراسلاً لعدة صحف ومجلات، كما عمل لفترة سائق تاكسي في نيويورك ليحصل على مادة قصصية لكتاباته.
في عام 1958، وبعدما نال البكالوريوس والماجيستير والدكتوراه في العلوم السياسية (من الجامعة الأميركية في واشنطن) عاد نديم المقدسي إلى لبنان وعمل في التدريس لبعض الوقت، فكان يعطي دروساً تدريبية في إعداد برامج الإذاعة والتلفزيون في كلية بيروت الجامعية (وتعرف اليوم باسم الجامعة اللبنانية الأميركية). وقد شارك كذلك في إطلالة تلفزيون لبنان الأولى، وقدم برنامج «عندي مشكلة» لعدة سنوات، كذلك كان رئيساً لدائرة وحدات الآنية والريبورتاج في الإذاعة اللبنانية، وفي عام 1966 أسس المقدسي مجلة «عالم التجارة».
عُرف عن المقدسي دفاعه في الولايات المتحدة عن القضايا العربية واللبنانية، حيث أسهم في العديد من المؤتمرات حول قضايا الشرق الأوسط، وكرهه للتعصب الطائفي وتمسّكه بقيم المحبة والتسامح والتعايش.