فاريا ـ رندلى جبور
تخال نفسك في رحلة «سفاري» على الطريق المؤدية إلى سد شبروح في فاريا، ثم يرتفع حائط السد الضخم، فتظن للوهلة الأولى أنك في حضرة «الأهرام» في مصر، نظراً لتدرّج الحجارة الصخرية الكبيرة، قبل أن تتضح لك أهمية هذا السد الإنمائية والبيئية والمالية والسياحية والتقنية التي شرحها المدير العام للطاقة والموارد، فادي قمير، خلال جولة إعلامية في المنطقة.
إنمائياً، يرفع هذا السد، الذي انتهت الأعمال الأساسية فيه منذ يومين، الظمأ عن منطقة كسروان وبعض المتن بإرساله 60 ألف متر مكعب من المياه يومياً إلى كسروان، و10 آلاف متر مكعب إلى المتن، ويبدأ تخزين 8 ملايين متر مكعب من المياه في هذا السد في أيار المقبل.
وتحت شعار «حرام اللبناني يدفع فاتورتين ميّ وفاتورتين كهرباء، وحرام يستمر هدر مليار متر مكعب من الثروة المائية في لبنان وخصوصاً أن مردوده 20 مليار دولار في السنة»، أمل قمير استعادة ثقة المواطنين في إدارتهم بفضل سد شبروح، وتمنى الحصول على الضوء الأخضر السياسي لتنفيذ الخطة العشرية بهدف تخزين 850 مليون متر مكعب من المياه.
وبيئياً، غياب السكن، ما يعني غياب إمكان التلوث، وتمني قمير عدم إعطاء أي رخصة بناء بسبب غياب شفافية الدولة في هذا الأمر، وعدم التزام المواطن القوانين، «والتلوث مميت للسد».
سياحياً، إن منطقة جرود كسروان، حيث موقع السد، مصنّفة كذلك، وبعيدة عن مظاهر التمدن أو الصناعة أو الاكتظاظ السكاني. كذلك فإن مديرية الموارد ستنظم لقاءات لعامة الناس لزيارة السد والتعرف عليه، مفصّلاً برفقة المهندسين. والدعوة الأولى إلى الزيارة هي في 20 أيلول الجاري، يوم تدشين السد برعاية وحضور رئيس الجمهورية العماد إميل لحود.
أما تقنياً وهندسياً، فالجولة في السد بين موقع حصر المياه والأنفاق ومحطة التكرير ومصدر المياه في كفرذبيان، كانت كافية لإعطاء الفكرة الشاملة عن الموضوع.
ففي داخل السد ماكينات إلكترونية دقيقة لقياس تسرّب المياه والارتجاجات وتفاعل السد مع تعبئة المياه. أما الأنفاق داخل الجبل فمسؤولة عن نقل مياه الثلج أو الينابيع إلى محطة التكرير التي تعدّ ثاني أكبر محطة في لبنان بعد ضبيّه، وستكرر 60 ألف متر مكعب يومياً لمنطقة كسروان، وسيكون نبع اللبن أحد أهم مصادر مياه سد شبروح، وخصوصاً أنها تصل إليه من دون الحاجة إلى ضخ بسبب ارتفاعها، وهو يدرّ 8 أمتار مكعبة من المياه في الثانية ليستفيد السد من متر ونصف متر مكعب منه.
إنشاء هذا السد يعدّ أهم مشروع مائي في لبنان منذ 1960، ويبقى التخوّف من الإدارة السيّئة وغياب المتابعة وعدم الالتزام بالقوانين، فيتحول عندها إلى «حوض أو مجرور مفتوح». والحاجة المستمرة في كسروان، كما في كل لبنان، إلى حال نهضوية توفر على اللبناني ماله وصحته وعلى الدولة اللبنانية مواردها وإمكاناتها الطبيعية والمادية.
ومديرية الموارد، كما قال قمير، وقفت وستقف في «وجه كل من راهنوا على فشلنا لتستفيد إسرائيل وترتفع الفاتورة على اللبناني، وسنسعى إلى تنفيذ الخطة العشرية».