عفيف دياب ـ نقولا أبو رجيلي
بدأت قوى الأمن الداخلي أمس حملة لإتلاف الحشيشة في البقاع، اصطدمت بإطلاق النار فوق إحدى الدوريات في غربي بعلبك، إضافة إلى امتناع أصحاب الجرارات عن المشاركة في الحملة، بسبب تهديدات تلقوها من بعض المزارعين. وأكّدت مصادر أمنية لـ«الأخبار» الاستمرار في إتلاف المزروعات الممنوعة


فشلت الأجهزة الأمنية أمس في إطلاق حملتها لإتلاف الزراعات الممنوعة في بلاد بعلبك ـــــ الهرمل، بعد طول انتظار ومواعيد أجّلت أكثر من مرة.
فالحملة الأمنية التي تحضّرت فجر أمس، وانطلقت من مختلف مناطق البقاعين الشمالي والأوسط، لم يكتب لها النجاح، إذ سرعان ما اصطدمت بعوائق لوجستية وأخرى أمنية حالت دون تنفيذ مهمتها التي يبدو أنها دخلت، منذ ما بعد ظهر أمس، إلى «غرف» العمليات السياسية، بعد تعرّض القوى الأمنية لإطلاق رصاص من أسلحة رشاشة متوسطة وخفيفة وقذائف B7 في منطقة غربي بعلبك، من مسلحين ومزارعين أعلنوا «على طريقتهم الخاصة» اعتراضهم على القرار الرسمي اللبناني، الذي لم يجد بدائل سوى الإتلاف ومنع زراعة الممنوعات بالقوة العسكرية.
إطلاق النار فوق القوة الأمنية خلال عملها في إتلاف «الحشيشة» التي أينعت وأصبحت قاب قوسين أو أدنى من عملية القطاف، لم يوقع إصابات بشرية، فقد اقتصرت الأضرار على إصابة عدد من الآليات بالرصاص، ما ألزم «قوى التلف» مغادرة المنطقة، بعدما اعترضتها صباحاً مشاكل لوجستية جرّاء رفض أصحاب الجرارات الزراعية تشغيلها في الإتلاف وحرث الحقول المزروعة بالحشيشة، لاعتبارات أمنية أولاً، ولأسباب مالية ثانياً، لأن الدولة لم تدفع لهم بعد أجورهم المستحقة من مشاركتهم في الإتلاف خلال المواسم السابقة.
وقد أدّى «إضراب» أصحاب الجرارات إلى توقف عملية الإتلاف لساعات، فقامت القوى الأمنية بنزع النباتات الممنوعة بالأيدي في بعض الحقول، إلى أن استُعين بجرافات، سرعان ما توقفت عن العمل بسبب صعوبة تنفيذ مهمة حرث حقول الحشيشة.

قوى الأمن: الإتلاف سيتوسّع قريباً

من ناحيتها، أكّدت مصادر أمنية لـ«الأخبار» أن القوى الأمنية اللبنانية تعرضت ظهر أمس في منطقة غربي بعلبك لإطلاق نار، ما ألزمها الرد على مصدره ووقوع اشتباك محدود جداً سرعان ما طُوِّق، وتجري «ملاحقة الفاعلين». وأكّدت المصادر أن «عوائق كثيرة حالت اليوم (أمس) دون استكمال عملية إتلاف الممنوعات في البقاع الشمالي». وأوضحت أن «إطلاق النار على القوى المولجة بتنفيذ قرار رسمي بمنع زراعة المخدرات لا خلفيات سياسية وراءه، وكل ما في الأمر أن مزارعين احتجوا على إتلاف حقولهم». وأكّدت المصادر إتلاف حوالى 15 دونماً فقط عند مدخل بلدة دير الأحمر صباحاً، وبعد إطلاق النار، باشرت القوة الأمنية بإتلاف أحد العقارات في بلدة بوداي، قدرت مساحته بـ10 دونمات.
وأشارت المصادر إلى أن اليوم الأول لم يطل بلدات دار الواسعة واليمونة وشليفا وغيرها. وأضافت أن العملية توقفت لحين إيجاد حلول مناسبة تمكّن القوى الأمنية من تنفيذ مهامها، لافتةً إلى أن أصحاب الجرارات تراجعوا عن وعودهم التي قطعوها بالعمل في إتلاف الحشيشة. وعلمت «الأخبار» من مصادر مطلعة أن أصحاب الجرارات الزراعية تلقوا اتصالات هاتفية من مجهولين تحذرهم من العمل مع القوى الأمنية، وأنهم سيتعرضون لإطلاق نار إذا شاركوا في عملية إتلاف الحشيشة.
وكانت القوى الأمنية قد أجَّلت أكثر من مرة تنفيذ حملتها لأسباب عزتها بداية إلى «الأحداث الأمنية في نهر البارد»، ومن ثم إلى «تأخر إنجاز مسح الحقول المزروعة»، ولاحقاً بسبب عدم وجود جرارات زراعية. وكان مزارعون في منطقة البقاع الشمالي قد تظاهروا قبل نحو شهر محذرين من إقدام السلطات الأمنية على إتلاف حقولهم المزروعة بالحشيشة في ظل غياب البدائل، وقد أخذت القوى الأمنية علماً بالتظاهرة حيث انطلقت على أثرها الاتصالات السياسية لتجنب أي إشكالات أمنية أو اعتراض من المزارعين الذين نفذوا على ما يبدو وعيدهم وأطلقوا الرصاص على القوة الأمنية المكلفة تنفيذ المهمة المقتصرة على الحشيشة فقط بعد إتلاف مساحات خلال الأشهر الماضية كانت مزروعة بالأفيون.