حركة دبلوماسيّة عربيّة ـ غربيّة نشطة في عين التينة وزيمينغ يدعو للحوار
فيما لا يزال لبنان واللبنانيون ينتظرون رد الأكثرية على مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري، انضمت الصين أمس إلى الدول المرحبة بهذه المبادرة، حيث زار سفيرها ليو زيمينغ عين التينة أمس، وهنأ بري بانتصار الجيش في نهر البارد، وحياه على مبادرته، قائلاً: «كنا دائماً نتمنى أن يتوصل اللبنانيون إلى حل المشاكل من طريق الحوار. ونعتقد أن هذه المبادرة تصب في هذا الاتجاه، لذلك نحن نقدرها، ولبنان أمام فرصة مهمة، ونتمنى له التوفيق».
وإلى السفير الصيني، شهدت عين التينة حركة دبلوماسية عربية ـــــ غربية بارزة، حيث التقى بري موفدي وزير الخارجية الإسباني خافيير سانشو وألبرتو يوسلاي برفقة السفير الإسباني ميغيل بنزو بيرييا، ثم المدير العام لشؤون الشرق الأوسط في وزارة الخارجية الألمانية أندرياس ميكاليس، فالسفير السعودي عبد العزيز خوجة. ولم ترشح أية معلومات عن هذه اللقاءات.
ومن زوار مقر الرئاسة الثانية أمس، وفد الرابطات والمجالس اللبنانية المسيحية برئاسة حبيب افرام الذي رأى في بيان بعد اللقاء أن بري «هو مدخل الاستحقاق الرئاسي»، لأنه «ضمانة التواصل والوفاق»، وأن مبادرته «بارقة أمل ندعمها ونطلب التعاطي معها بإيجابية لتكون باباً للحل».
وأعلن مطالبة الرابطات والمجالس «بتدخل حاسم من المراجع المعنية، لمنع أي تسلح خارج نطاق الدولة وأي ظهور مسلح لأي فئة»، والعمل «على وقف الاحتقان والتراشق بما فيه من تخوين وتهويل وتهديد»، وتشديدها على ثوابت أن الوطن «ليس عرضة للمساومة، ولا حرياته ولا استقلاله مدار جدل»، وأن رئاسة الجمهورية «ليست منصباً منة من أحد، ولا يمكن أن نقبل بالفراغ، ولا بأي رئيس»، مع إشارتها إلى «أن لهذا الكرسي رمزية في الشرق كله، فهو عرفاً الموقع المسيحي الرسمي الأول الوحيد في المنطقة الممتدة من المغرب إلى باكستان».
على صعيد آخر، تلقى بري برقيات تهنئة بشهر رمضان من رئيسي مجلسي الشورى البحريني علي بن صالح الصالح واليمني عبد العزيز عبد الغني، ومن الممثل الإقليمي ومدير برنامج الأمم المتحدة للبيئة حبيب الهبر.
ولليوم الحادي عشر على التوالي، تواصلت ردود الفعل المرحبة بالمبادرة من قوى المعارضة، حيث رأى النائب سليم سلهب أنها «جدية ويمكن أن تكون نقطة انطلاق لعمل حواري توافقي»، داعياً إلى الأخذ بها «والكلام فيها، ولا نقول أن تؤخذ كما هي».
وحدّد النائب جمال الطقش، خلال افتتاح معرض «سيد شهداء المقاومة للكتب والقرطاسية» في بعلبك، «ثلاثة خيارات أمام اللبنانيين: إما الذهاب الى انتخاب رئيس بالنصف زائداً واحداً، وهو خيار الاستئثار والارتهان للمشروع الخارجي، وإما خيار الحكومتين لمواجهة المشروع الأميركي، أو الخيار الأسهل بالتجاوب مع مبادرة الرئيس بري».
وفي احتفال أقامته حركة أمل في ولاية ميتشيغن الأميركية لمناسبة الذكرى الـ 29 لإخفاء الإمام موسى الصدر ورفيقيه، رأى ممثل الحركة في أميركا حسين حجازي، أن المبادرة «هي المخرج الوحيد لحل الأزمة»، محذراً من «التعاطي السلبي» معها، وقال: «إن في لبنان ما يكفي من المناعة الوطنية لإحباط أي مؤامرة جديدة».
وإذ أكد تحالف «الأحزاب الوطنية اللبنانية» على مضمون المبادرة، اتهم «البعض» من فريق الأكثرية بأنه «ما زال يراهن على أوهام نسجها له في مخيلتهم ممثل الإدارة الأميركية في لبنان جيفري فيلتمان، الهادفة إلى تفتيت منطقتنا بشكل عام، ولبنان بشكل خاص من خلال خلق دويلات وكانتونات طائفية ومذهبية تحت عناوين الحرية والديموقراطية وحق تقرير المصير».
وهاجم لقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية والإسلامية في الشمال، ما سماه «المواقف السلبية لبعض أقطاب الموالاة» من المبادرة، محذراً من أن ذلك «سيلحق أكبر الأضرار بمستقبل الاستقرار في لبنان»، ومشيراً إلى أن «استمرار هذه المواقف التي تعوق الحلول، إنما يشير إلى ارتباط أصحابها بمشروع الفوضى الخلاقة الأميركية الذي يريد إثارة الفتن وصولاً إلى الانقلاب على الدستور من خلال مشاريع التقسيم والفيدرالية».
كذلك رأى الحزب الوطني العلماني الديموقراطي «وعد»، أن «عدم التعاطي الإيجابي» مع المبادرة «هو بمثابة الانقضاض على الفرصة الأخيرة التي تنقذ لبنان في وحدته، وتحفظ له الحد الأدنى من الاستقرار»، مستغرباً «كيف يكون التمسك بشعار لبننة القرار اللبناني، والبعض ينتظر المعطى الخارجي ليقرر أي مسلك يتخذ حيال المبادرة».
وفي المقابل استمرت ردود الفعل المتفرقة لقوى الموالاة، بدون تحديد أي موعد لإعلان الموقف النهائي الذي قال الوزير مروان حمادة أمس إنه «لا ينتظر سوى الاجتماع الموسع لقوى 14 آذار»، عازياً عدم الحديث عن الاجتماع إلى «أسباب أمنية». ونفى أن تكون الأكثرية في انتظار الحديث التلفزيوني لبري مساء غد لتحديد موقفها، قائلاً إنه «يحدد راهناً، والأوراق تعد والدراسات موجودة لإصدار الموقف في الوقت المناسب».
وقال النائب أحمد فتوح إن 14 آذار «تعاملت بإيجابية» مع المبادرة، مشيراً إلى أن اشتراط «قبولها كما هي، وإلا فالفراغ أو تشكيل حكومة عسكرية، وبالتالي تدمير لبنان، يضعفها وربما يسبب إفشالها»، متهماً قوى المعارضة بإطلاق النار «على مبادرة حليفهم».
وفيما رأى النائب مصطفى علوش أن هذه المبادرة «كسرت جدار الصمت بالنسبة إلى الحلول المقترحة»، أعلن أن «الأكثرية قررت أن تأخذ بعض الوقت حتى تتمكن من دراسة الرد بشكل واضح ومتكامل»، ولمّح إلى أن الرد «بشكل كامل» بانتظار عودة النائب سعد الحريري، وقال: «لا ننوي وضع شروط، لكن بالتأكيد يجب أن تكون هناك خطة في حال عدم التوافق على الرئيس، وماذا سيكون الرد في ذلك الوقت».
(وطنية)