صيدا ــ خالد الغربي
استخدم وزير الصحة المستقيل محمد جواد خليفه مهنته كطبيب ليشخّص الحالة السياسية اللبنانية، وأمام غرفة العناية الفائقة في مستشفى صيدا الحكومي الذي رعى حفل افتتاحه أمس قال الوزير إن الوضع السياسي في لبنان أصبح يحتاج الى أكثر من عناية فائقة، وعناية مركّزة، فالوضع الموجود اليوم في لبنان وضع خطير جداً، كما أسقط خليفة تشخيصه المهني على السياسي فأجاب رداً عن سؤال عمّن باستطاعته أن يحمل مبضع الجراحة لاستئصال ورم الانقسام وإعادة الوحدة واللحمة أنّ ذلك لن يكون إلا بأيدينا نحن اللبنانيين، وإذا لم يساعد اللبنانيّون أنفسهم فلا أحد يساعدهم ولا أحد يستطيع أن يمسك بمبضع الجراحة لاستئصال المشكلة أكثر من اللبنانيين أنفسهم.
فقد احتفلت مدينة صيدا ومنطقتها بافتتاح المبنى الجديد لمستشفى صيدا الحكومي بعد 11 سنة على وضع الرئيس رفيق الحريري في أواخر تموز عام 1996 الحجر الأساس لهذا المستشفى، الذي كان مبناه القديم قد تعرّض لتدمير واسع خلال الاجتياح الإسرائيلي، قبل أن يعاد ترميمه لاحقاً على نفقة التنظيم الشعبي الناصري، ويعدّ المستشفى الحكومي بحلته الجديدة حديثاً ومتطوراً وبمواصفات عالمية يليق بعاصمة الجنوب، وتم التنفيذ على مراحل تحت إشراف مجلس الإنماء والإعمار، حيث مر المشروع بفترات توقف وتعثر.
وأقيم حفل الافتتاح الرسمي للمستشفى أمس برعاية وزير الصحة المستقيل الدكتور محمد جواد خليفة وحضوره، ومشاركة رئيس مجلس الإنماء والإعمار المهندس نبيل الجسر، وحضر الحفل: النائبان أسامة سعد وميشال موسى، وممثل النائب بهية الحريري المهندس يوسف النقيب، ممثل قائد الجيش العميد الركن محمد الحجار، مفتي صيدا ومنطقتها الشيخ سليم سوسان ومحافظ الجنوب مالك عبد الخالق، ورئيس اتحاد بلديات صيدا والزهراني عبد الرحمن البزري، وعدد من رؤساء البلديات وأصحاب المستشفيات وشخصيات رسمية وروحية وسياسية وعسكرية وأمنية واجتماعية.
بعد قصّ شريط الافتتاح، ألقى رئيس مجلس ادارة المستشفى الدكتور علي عبد الجواد كلمة أشار فيها إلى أن العمل في المبنى الجديد بدأ في 1 كانون الأول 2006 بعد تسلّمه من مجلس الإنماء والإعمار ووصل عدد الأسرّة الموجودة فيه بعد شهرين فقط الى 60 سريراً من أصل 130 سريراً، وأنه خلال تسعة أشهر من عمله استفاد من خدماته نحو 23 ألف مواطن، لكنه لفت الى عقبات تواجه عمل مستشفى صيدا الحكومي ومنها أنه لم يتلقّ حتى تاريخه المساهمة المالية التي تمنح للمستشفيات عند بدء عملها أسوة بغيره، وأنه اضطر الى استجداء ما بقي من مساهمة مالية تعود إلى العام 2002 بانتظار صرف سلفة مالية أقرّت منذ أسبوعين، وقال: تبقى مشكلة سقف الاعتماد المالي لوزارة الصحة، فحجم هذا الاعتماد لا يسمح للمستشفى بالعمل لأكثر من عشرة أيام من كل شهر، يضطر بعدها المستشفى إلى إقفال أبوابه في وجه المواطنين الراغبين في الاستشفاء على نفقة الوزارة.
ثم تحدث الوزير خليفة فقال: لن نخفي عليكم أن افتتاح مستشفى صيدا الحكومي لا يأتي في سياق سلسلة افتتاحات روتينية، بل إنه يأتي في صميم سلسلة سياسة واضحة تتبعها وزارة الصحة من خلال افتتاح 11 مستشفى حكومي تم العمل بشكل تجريبي في معظمها ويتم افتتاحها بشكل رسمي من الآن حتى نهاية العام الحالي. أي 11 مستشفى حكومي تضم حوالى 2000 سرير من المستشفيات الحكومية لا توازيها المستشفيات المثيلة لها في الدول الأوروبية المتطورة. إن الهدف من ذلك هو الوصول الى سياسة صحية يتكامل فيها القطاع العام الحكومي مع القطاع الخاص. إن لدى مستشفى صيدا الحكومي سقفاً مالياً يقدّر بحوالى مليار وستمئة مليون ليرة لبنانية، ومنذ أُسبوعين تم صرف 500 مليون ليرة لبنانية، أي أصبح المجموع مليارين ومئة مليون ليرة لبنانية، وأنا أعلم أن الحاجات والوضع الاقتصادي للمواطنين تحتاج الى ضعف هذه الموازنة.
وفي الشأن السياسي، تناول الوزير خليفة موضوع الاستحقاق الرئاسي ومبادرة الرئيس بري في هذا الإطار فقال: إن الوضع السياسي في لبنان خطير جداً، وأصبح يحتاج الى أكثر من عناية فائقة وعناية مركزة، يجب عدم إضاعة هذه الفرصة التاريخية التي أطلقها دولة الرئيس نبيه بري، وهذه المبادرة ينبغي عدم تسميتها مبادرة، بل هي مد جسر بين القوى اللبنانية المختلفة سياسياً للعبور على هذا الجسر.