البدّاوي ــ عبد الكافي الصمد
تسارعت وتيرة البحث عن مخرج لأكثر من 400 عائلة نازحة من مخيم نهر البارد تقيم في ست مدارس رسمية في بلدة البداوي، قبل المباشرة بتسجيل الطلاب للعام الدراسي الجديد 2007ـــــ 2008، ابتداءً من الاثنين المقبل.
وجاءت التحركات العاجلة من جانب رئيس المجلس البلدي وأعضائه، ومديري المدارس المعنية والفاعليات، استباقاً لأي تطورات سلبية قد يقدم عليها أهالي البلدة قبل انطلاق العام الدراسي الجديد مطلع تشرين الأول المقبل، من مثل إخراج النازحين من المدارس بالقوة إذا تعذّر على الجهات المعنية بالموضوع، لبنانية وفلسطينية إضافة إلى الأونروا، إيجاد بديل سكني للنازحين غير المدارس، بحسب أجواء تسود في البلدة، وتتجه لتنحو هذا المنحى، وتهدّد بخطوات تصعيدية قد تؤدّي إلى احتكاكات، وحصول أمور لا تحمد عقباها بين النازحين وأهالي مخيم البداوي من جهة، وأهالي بلدة البداوي من جهة ثانية، في ظل أجواء توتر تخيم على المنطقة منذ فترة، وهي أدت في السابق إلى وقوع صدامات وسقوط قتلى وجرحى.
ويقيم نازحون من مخيم نهر البارد في مدرستين في منطقة باب التبانة في طرابلس هما دار السلام والمتوسطة، إضافة إلى المدارس الرسمية الست في البداوي، وهي: ثانوية البنات، ثانوية الصبيان، تكميلية البنين، تكميلية البنات، الروضة ولقمان. ويشير هذا الأمر إلى احتمال اتساع رقعة الاحتجاجات والتوتر إذا لم تُحّلّ المشكلة في غضون الأيام القليلة المقبلة.
وأشار عضو بلدية البدّاوي والمشرف على متابعة هذا الملف أنور قبيطري لـ«الأخبار»، إلى «أنّ الأهالي لا يقبلون أبداً ضياع العام الدراسي على أبنائهم مثلما حدث في العام الماضي، عندما اضطر الطلاب إلى مغادرة مدارسهم قبل نحو شهر من انتهاء عامهم الدراسي حينذاك، الأمر الذي أثر سلباً عليهم، وأدى إلى رسوب عدد كبير من الطلاب في الامتحانات النهائية، نتيجة انتقالهم إلى مدارس أخرى، رغم أنهم كانوا من المتفوقين».
وأوضح قبيطري «أن وزير التربية والتعليم العالي الدكتور خالد قباني والمدير العام للوزارة فادي يرق، طلبا منه عندما زارا البلدة يوم السبت الماضي، للبحث عن حلّ لهذه المشكلة، درس «إمكان نقل النازحين إلى مبنى المهنية الرسمية الملاصق لتجمّع المدارس الرسمية في البداوي، الذي لا يزال قيد البناء، لأنّ المتعهد لم ينجزه بالكامل بعد، إذ ينقصه تركيب الزجاج الخارجي، وإنجاز التمديدات الكهربائية النهائية، فضلاً عن أنه مكون من ثلاث طبقات».
ولفت قبيطري إلى «أنّ تمديدات المياه في مبنى المهنية منجزة بكاملها، وأن المبنى قادر على استيعاب عدد كبير من عائلات النازحين من مخيم نهر البارد»، معرباً عن أمله في «أن نستطيع إنجاز أعمال التشطيب الضرورية في المبنى بأسرع وقت ممكن، تمهيداً للاستعانة به لهذه الغاية، والانتقال إلى إطلاق ورشة أخرى في مدارسنا الرسمية الستّ التي تحتاج إلى إعادة تأهيل واسعة، بعد الأضرار العديدة التي لحقت بها نتيجة نزول النازحين فيها، وخصوصاً لجهة إعادة طلاء الجدران، والقيام بعمليات صيانة للتمديدات الكهربائية وتمديدات مياه الشرب ومياه الصرف الصحّي، إضافة إلى الأبواب والنوافذ والممرّات والأدراج والملاعب وغير ذلك».