وجّه المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى دعوة تقضي بضرورة إنجاز الاستحقاق الرئاسي في موعده الدستوري المحدّد، مرفقة بـ«تمنّي النجاح» للمبادرة التي أطلقها رئيس مجلس النواب نبيه برّي. وإذ أشار الى أن وضع منطقة عكار «أولوية» لديه، أكّد المجلس روابط الأخوّة التي تجمع العكّاريين والفلسطينيين، بما يستلزمه«دعم حق عودتهم الى بلادهم، وإقامة دولتهم المستقلة».وكان وفد من المجلس، برئاسة ممثل مفتي الجمهورية الوزير السابق عمر مسقاوي، قد قام بزيارة تفقدية إلى منطقة عكار، أمس، تخلّلها احتفال خطابي أقيم في بلدة السويسة، في حضور شخصيات دينية وسياسية واجتماعية وعسكرية.
وبعد كلمة ترحيب لرئيس دائرة الأوقاف الشيخ مالك شديدة، ألقى عضو المجلس محمد مراد كلمة، أشار فيها الى وجود «توجّه عام» لدى النائب سعد الحريري لـ«وضع دراسات إنمائية، بهدف النهوض بالمجتمع العكاري، على المستويات الاجتماعية والاقتصادية والإنمائية».
من جهته، رأى عضو «كتلة المستقبل» النائب مصباح الأحدب أن «التحريض على أهل السنّة لم يعد تجارة رابحة، ولا استثماراً طائفياً مجدياً»، وأن «الرهان على الفتنة ليس مصلحة مسيحية أو لبنانية، تماماً كما الرهان على إحداث فراغ في موقع رئاسة الجمهورية، الذي لن يكون فيه مصلحة لأي فئة لبنانية»، مشيراً الى أن نهج الوفاق الوطني «مصلحة لبنانية بامتياز.. لكن، لا يمكن مزاوجته مع التهديد بقيام حكومة ثانية غير شرعية، أو الاستمرار بالاعتصام في مخيّم لا وظيفة له سوى التهديد بالانقضاض على جلسة انتخاب رئيس الجمهورية».
وإذ حذّر من «محاولات توريط الشباب في مشاريع مشبوهة، تحت شعارات وعناوين نبيلة»، طالب الأحدب التيارات الإسلامية بـ«ضرورة مراجعة أدائها خلال المراحل السابقة»، وأبناء عكار بـ«الانتباه الى مخاطر بذر مشاعر الكُره للفلسطنيين».
وباسم النائب الحريري، لفت منسّق «تيار المستقبل» في عكار حسين المصري الى أن المشاريع الإنمائية في هذه المنطقة «لم تتوقف يوماً»، معوّلاً على «جهود الرئيس فؤاد السنيورة المخلصة في سبيل إعمار المخيم وجواره، والتعويض على المتضرّرين».
ومن وحي المناسبة، أكّد مسقاوي «حضور المجلس في كل مكان وموقع»، و«انفتاحه على جميع القوى التي تعمل في الحقل الوطني»، داعياً السياسيين الى «التوقّف عن السجالات»، إذ «عليهم مسؤولية كبيرة في إدراك مخاطرها، وما تروّج له من وشوشات هنا وهناك».
وإذ رأى أن العيش المشترك «قيد على كل الطوائف»، وأن «الدولة لا تتبنّى سياسة لمصلحة فئات، بل سياسة لمصلحة الوطن والمواطن»، ختم مسقاوي كلمته بالدعوة الى «إدراك حقيقة ما جرى في البارد»، فـ«ربّ ضارة نافعة»، مع الإعراب عن أمله في «أن يرتفع السياسيون الى مستوى بناء وحدة متراصّة تجمع ولا تفرّق».
وفي ختام الاحتفال الخطابي، أذاع مراد بياناً أصدره المجتمعون، واستهلّ بتوجيه التهنئة الى الحكومة وقيادة الجيش والقوى الأمنية على ما يقدّمون من بطولات وتضحيات «أعادت الى اللبنانيين الثقة بدولتهم، وأكّدت للعالم أجمع أن اللبنانيين قادرون على إدارة شؤونهم بأنفسهم». ولفت البيان الى أن المجلس «يطرح الوضع في منطقة عكار كأولوية، بهدف التخفيف من معاناته، اقتصادياً واجتماعياً».
وكان الوفد قد بدأ زيارته بالاطّلاع على الأوضاع في منطقة نهر البارد، مستمعاً الى معاناة المواطنين وحاجاتهم. ثم انتقل الى دائرة الأوقاف الإسلامية، حيث كان في استقباله رئيس الدائرة الشيخ مالك شديدة وحشد من العلماء والمشايخ، في حضور ممثل قائد الجيش العماد ميشال سليمان العميد الركن فاروق معاليقي وراعي أبرشية عكار الأرثوذكسية المتروبوليت بولس بندلي.
وفي هذا الإطار، ألقيت كلمات لكل من مسقاوي، رئيس المحاكم السنيّة الشرعية القاضي الشيخ عبد اللطيف دريان ورئيس الدائرة الشيخ مالك شديدة، أشادت بالجيش قيادة وأفراداً، مؤكّدة «الرفض القاطع والإدانة الشديدة لظاهرة فتح الإسلام»، وداعية الى «توطيد اللحمة الوطنية والعيش المشترك، والالتفاف حول مشروع الدولة».