عقد «مؤتمر بيروت» اجتماعه الثالث مساء أول من أمس في فندق السفير ـــــ الروشة، في حضور الرئيس رشيد الصلح، ممثل الرئيس الدكتور سليم الحص أحمد طبارة، النائبين أمين شرّي ومروان فارس، النواب السابقين: بشاره مرهج، بهاء الدين عيتاني وعصام نعمان، وشخصيات سياسية واجتماعية، وممثلي هيئات اجتماعية وشخصيات ناشطة في الحقل العام.وألقى رئيس المؤتمر الشعبي كمال شاتيلا كلمة طرح فيها فكرة تأليف حكومة إنقاذ وطنية قبل الانتخابات الرئاسية، مؤلفة من بقايا الحكومة الحالية ومن المعارضة، مع تبديل رئيس الحكومة الحالي، وإنشاء هيئة حوار وطنية بإشراف عربي للتفاهم على اسم الرئيس ونهجه، مشيراً إلى أنه «إذا لم تتوافر فرص النجاح لهذا الاقتراح، فإن البلاد قد تصبح أمام خيارين: إما الفوضى المطلوبة أميركياً، وإما حل مؤقت عبر إمساك الجيش الوطني زمام الأمور لفترة شهور، يُتّفق خلالها على قانون انتخابات نيابية عادل، وإجراء الانتخابات لإعادة هيكلة الدولة».
وألقى طباره كلمة الرئيس الحص نيابة عنه، حدد فيها مواصفات رئيس الجمهورية العتيد، ومنها ألا «يكون من فريق المعارضة أو من فريق الموالاة، لكون هذين الفريقين متعادلين بالقوة والضعف. وأن يحظى برضى أكثرية الفريقين، وإذا لم يتوافر ذلك، فعلى عدم الرفض من قبل أكثرية الفريقين.
وأن يتمتع بمقدرة ضبط الأمن، وأن يوقف الثرثرة بشأن هويتنا، فلقد أقررنا جميعاً في الطائف أن لبنان عربي الهوية والانتماء. وأن يحدد بوضوح لا لبس فيه من هو عدونا ومن هو جارنا، ليعلن بوضوح أن إسرائيل عدو، وأن سوريا شقيقة وجارة، والجار للجار ولو جار».
وتحدث الرئيس الصلح الذي أشار إلى «أن مؤتمر الطائف قرّر أمراً، وهو أن لبنان جزء من الوطن العربي كله، وهو بلد عربي، بمعنى أننا انتهينا من الأساطير التي تقول إن هذا عربي وهذا تابع وغير ذلك»، متمنياً «في أقرب وقت ممكن تحرير أرضنا وبلدنا لبنان، وإيجاد جوّ من التجانس واللقاء بين جميع اللبنانيين».
من جهته، دعا النائب شرّي إلى التوافق «على رئيس لكل اللبنانيين يستطيع أن يكون حكماً بين الموالاة والمعارضة، ويقود حواراً موضوعياً للاتفاق على رؤية وطنية جامعة»، داعياً «الموالاة إلى اغتنام هذه الفرصة حفاظاً على مصلحة شعبنا في وطننا لبنان وتجنيب البلد ما لا تحمد عقباه. لذلك نحن بانتظار الموقف النهائي لفريق الموالاة للإجابة على مبادرة الرئيس نبيه بري، لأننا ما زلنا نمدّ اليد من أجل حفظ لبنان واللبنانيين».
وتحدث رئيس المنتدى القومي العربي العميد الدكتور محمد مجذوب عن الأزمة اللبنانية، لافتاً إلى أن السياسيين في لبنان يُجمعون على أن لبنان يعيش منذ عقود أزمة نظام. كذلك كانت مداخلة لرئيس التجمع الوطني للإصلاح الاقتصادي الدكتور إيلي يشوعي، تلاه عميد معهد الدراسات الإسلامية ومفتي بلاد جبيل الشيخ عبد الأمير شمس الدين، الذي طالب فرقاء النزاع بأن يستجيبوا لمبادرة الرئيس بري، كما طالب بأن يكون «رئيس الجمهورية المقترح رئيساً للبنان الأبي المحصّن من جميع الاختراقات الصهيونية، وأن يفتح ملفات الفساد والسرقات».
وألقى رئيس اتحاد بيروت الكرامة الشيخ خالد عثمان كلمة، أكد فيها أن لا خوف بعد اليوم على لبنان من أدوات المشاريع المشبوهة الذين يحلمون بتقسيم لبنان وتغيير عقيدة الجيش الوطنية وتوطين الفلسطينيين. وتحدث الكاتب الدكتور رغيد الصلح، فتطرق إلى العروبة ومحاولة دفنها، لافتاً إلى أنها تراجعت ولكنها لا تزال حية، مشيراً إلى أن عروبة لبنان ليست عروبة بالقطعة، وليست بتراء. وأخيراً تحدثت عضو اتحاد الكتاب اللبنانيين، الشاعرة هدى ميقاتي، عن ثقافة المقاوم وتاريخ بيروت التي قاومت على مر العصور كل من حاول غزوها.