نادر فوز
المكان: مسرح المدينة. الزمان: الثامنة مساءً. انتظر الحاضرون أكثر من نصف ساعة ليدخلوا الصالة ويشاهدوا أفلاماً طلابية قصيرة تشجيعاً لمواهب شابة يمكن أن تترجم لاحقاً على ساحة صناعة الأفلام المحلية. بادر طالبا الجامعة اللبنانية الأميركية، ركان ماياسي ولبيب الشوفاني، إلى تحضير وإعداد هذا «الحدث»، كما وصفه المخرج غسان سلهب في افتتاحه للمهرجان، فقام الطالبان بالتنسيق مع زملاء لهم في الـALBA وإدارة مسرح المدينة التي فتحت أبوابها لهذا النشاط الطالبي الخفيف.
بدت الصالة ملعباً للطلاب الذين تقاذفوا بعض «الصواريخ الورقية»، صفّقوا ابتهاجاً بالمهرجان، علت صيحاتهم وتعليقات بعضهم على بعض بلهجات عربية «مكسّرة»، إلى أن تسلّم سلهب إدارة الحدث وأعلن بدء عرض الأفلام، متمنياً أن يجري كل عام مهرجان سنوي لـ«الإنتاج الطالبي السنوي، الذي يمكن أن يغيّر مفاهيم الصوت والصورة عبر عدم انحصاره في نظام صناعة الأفلام والتصوير».
«ماريونيت»، أو دمية، عنوان الفيلم الأول لركان ماياسي، لم ينل إعجاب معظم الحاضرين الذين أبدوا جهلهم لما يريد أن يطرح المخرج فيه، مشيرين إلى عدم فهم موضوع الفيلم. ولم تفلح بعض الألعاب التصويرية التي قدّمها ماياسي في تعديل وجهة نظر المشاهد الذي لم يعرف، حتى الآن ربما، ماذا أراد أن يقدّم المخرج خلال 25 دقيقة. وتبيّن لاحقاً من خلال مناقشات فردية مع بعض زملاء ماياسي أنّ «ماريونيت» يصوّر علاقة زوجين متباعدين في حياتهما، فلا يلتقيان في «عشّهما الزوجي»، إلى أن تقوم خادمتهما بعرض شريط مصوّر أعدته بنفسها، فيجتمعان بعد سنوات من الفراق غير المتعمّد. وحاول ماياسي عرض بعض الأفكار التي تتراءى للإنسان عندما يقارب الأربعين من العمر، كفرح المرأة باستمرار عادتها الشهرية، عودة اهتمام الرجل بمظهره وحبّه للتعبير عن مشاعره وعيش حياة جديدة وغيرها من الأفكار الأخرى. ولسبب ما، أهدى ماياسي فيلمه إلى شهداء حرب تموز.
«حمرا»، هو عنوان فيلم الطالبة شوشان ديديان التي أرادت التعبير عن عشقها وارتباطها الروحي بشارع الحمرا. فعرضت خلال سبع دقائق حواراً بين شاب يمضي كل أوقاته في هذا الشارع وشابة تعرّفت إليه وإلى الحمرا. الفكرة الأساسية التي أرادت ديديان إيصالها للحاضرين تكمن في أنه يمكن علاقة بين إنسان ومكان أن تكون قوية بمقدار قوة علاقة شخصين. إلا أنّ جديّة هذه الفكرة ترجمت عبر حوار سطحي بين الشخصيّتين، فظهر الشاب الذي من المفترض أن ينتمي إلى الحمرا «cool» يعبّر بأسلوب وجودي سخيف ومبتذل عن انتمائه إلى هذا الشارع. يبقى الفيلم وجهة نظر طالبة ترجمت ما تراه في الحمرا التي تتكوّن من مجتمعات مختلفة.
انتهى «حمرا»، أنيرت الصالة وبهر الحاضرون، ودخلت شابة أدّت «وصلة» رقص ليبدأ بعدها فيلم «ديما» للبيب الشوفاني. اعتذر بعدها المنظّمون عن عطل فنّي فأخذت استراحة كانت مقرّرة بعد عشرين دقيقة. غادر معظم الموجودين واستكمل المهرجان بأفلام «ديما»، «ديدليريوم» ليسار زرقا، «فوبيا» لعلي شحادة، «ليس فيلم وست بيروت آخر» لليدا شرف، وغيرها من الأفلام الطلابية الأخرى.