strong>صولانــج الجميــل: نريــد رئيســاً قويــاً لــه طعــم ولــون ورائحــة
وسط غياب لافت لأصدقاء بشير الجميل ورفاقه، أحيا حزبا الكتائب و«القوات اللبنانية» الذكرى الخامسة والعشرين لانفجار 14 أيلول في احتفال دعت إليه مؤسسة بشير الجميّل، وذلك في كنيسة سيدة الأيقونة العجائبية في الأشرفية. وبدا واضحاً أن الجمهور الذي أتى يتذكر بشير يفتقد الوزير بيار الجميل الذي دأب على المشاركة في هذا القداس سنوياً، وكان يجهد في حشد أكبر عدد من الكتائبيين في الباحات المجاورة لدير الآباء اللعازاريين الذي يحتضن هذا القداس منذ خمسة وعشرين عاماً.
كما تميز الاحتفال بالإطلالة الأولى لمجلس الشباب والطلاب الذي استُحدث أخيراً وعيّن سامي الجميل رئيساً له، حيث نظّم المجلس عدة مسيرات سيّارة وفدت من مختلف الأقاليم الكتائبية إلى بيت الكتائب المركزي في الصيفي، ومنه توجّهوا وعددهم بضع مئات سيراً على الأقدام إلى ساحة ساسين التي افتقدت بدورها الحشود، ولم تجد بين أرجائها الواسعة إلا بضعة شبان توزّعوا وسط الطريق المقفلة رافعين الأعلام الكتائبية والقواتية.
وفي الساحة المقابلة لبازليك سيدة الأيقونة العجائبية، شُغل الجمهور الصغير باستقبال أفراد آل الجميل، وعدد من وزراء ونواب الأكثرية النيابية، فيما أثار حضور النائب أغوب بقرادونيان استهجان الكتائبيين الذين هتفوا مع القواتيين بشعارات عدائية وعنصرية بحق الطائفة الأرمنية. وفي الكنيسة، أجلس بقرادونيان الذي لم يسمع بعد اعتذاراً كتائبياً عمّا صدر عن الرئيس أمين الجميّل بعد انتهاء انتخابات المتن الفرعية، على طرف المقعد الأمامي، فيما تصدرت الوزيرة نائلة معوض الصالة التي لم تفتح قاعتها العلوية لأسباب أمنية. علماً أنها المرة الثانية عشرة على التوالي التي يغيب فيها التمثيل الرسمي، تماشياً مع قرار النائبة صولانج الجميل عدم توجيه دعوات إلى الرسميين اللبنانيين.
ورغم بدء القداس، حافظت الجموع في باحة الكنيسة على نبرتها المرتفعة في الهتاف ضد العماد ميشال عون و«عملاء سوريا في لبنان» مجددة الوعد بإكمال «مسيرة البشير»، و«تحقيق الحلم»، قبل أن ينتقل الهتاف والتصفيق إلى داخل الكنيسة نفسها، حيث قاطع بعض القواتيين صلاة المطران بولس مطر ليرحبوا بحضور رئيس الهيئة التنفيذية للقوات سمير جعجع. الأمر الذي أثار اعتراض بعض الكتائبيين ووتّر الأجواء قليلاً في المقاعد الخلفيّة.
وشدّد مطر في كلمته التي ألقاها بالنيابة عن البطريرك نصر الله صفير على أهمية أن يبذل الإنسان نفسه فدية عن أحبائه. متوقفاً عند انذهال العقول أمام امتداد الأزمات وتعاقبها على البلاد بصورة ليس لها من مثيل.
بدورها، ألقت النائبة الجميل كلمة بعد انتهاء القداس من على شرفة الكنيسة أكدت فيها «أنهم» اغتالوا زوجها «لينقضّوا على لبنان، لكن تبيّن أخيراً أن استشهادك لم يذهب سدى، فدماء شركائنا في الوطن امتزجت بدمائك وبدماء رفاقك وأثمرت تحرر الوطن واستعادته استقلاله». وأشارت إلى أن الجمع الوافد إلى ساسين انما يريد تأكيد التمسك بالثوابت الوطنية التي ناضل بشير واستشهد من أجلها. وأكدت أن «النظام السوري يعبث بوحدتنا اللبنانية ويجنّد حلفاءه لإضعافنا وتعطيل الدولة والانقلاب عليها».
وفي الموضوع الرئاسي، قالت الجميل إنها تريد رئيساً قوياً «له طعم ولون ورائحة، يؤمّن الأمن ويعيد المهجرين ويطالب بالإفراج عن السجناء من السجون السورية». هذا فيما كانت بعض الصبايا يوزّعن كتيّباً يتضمن مقتطفات من أقوال الرئيس الجميل أبرزها تعود إلى 4 حزيران 1982، يسأل فيها عن «من قال لهم إننا نريد رئيساً يقبله الجميع. طبعاً نريد رئيساً متفاهماً مع الجميع، ولكن من قال إننا نقبل برئيس يقبل به كل العالم؟ إذا قبل كل العالم بالرئيس الذي نريده نحن فليكن، وإذا قبل العالم برئيس نحن لا نريده فليعيّنوه عندهم».
(الأخبار)