أثار إعلان رئيس مجلس النواب نبيه بري، في حديثه التلفزيون ليل أول من أمس، الاستمرار في مبادرته، ارتياحاً كبيراً لدى عدد من رؤساء الحكومة السابقين والشخصيات السياسية، فيما انفرد نائب في الموالاة بنعي هذه المبادرة ودعا الى «البحث عن طرق جديدة لإعادة فتح الحوار».فقد تفاءل الرئيس عمر كرامي بإعلان بري الاستمرار في مبادرته وتلقيه اتصالات كثيرة من الخارج تؤيد وتدعم ذلك، معتبراً أن ما يعزز التفاؤل على التشاؤم «ما فهمته أن هناك اختلافاً في الرأي بين قوى الأكثرية». وانتقد موقف ناظر القرار 1559 تيري رود لارسن عن الاستحقاق الرئاسي، قائلاً: «هذه ليست أول مرة يتدخل فيها في شؤوننا الداخلية، وهذا ما كنا نشكو منه دائماً، فالقضية اللبنانية لم تعد محلية وسيادية، إذ أصبح القاصي والداني يتدخل في أمورنا، ويملون علينا التفسيرات الدستورية وكل الأمور الأخرى التي لا شأن لهم بها».كذلك رأى الرئيس نجيب ميقاتي أن أهم ما في موقف بري الأخير «هو تأكيده على المضي في مبادرته ومد يد التعاون للوصول الى حل»، حاثّاً على عدم التفريط بهذه الفرصة لأن الأزمة وصلت «الى حدود الخطر الكبير، ولم يعد نافعاً تمسك كل طرف بموقفه او اعتباره أي خطوة للحل بمثابة تراجع أو انكسار». وسأل: «ماذا ينفع لبنان إذا أوصلنا العناد والمكابرة وضيق الأفق الى الهاوية؟ وأي وطن لأي مواطنين سيبقى بعد ذلك؟ وهل يعقل أن ننسى تجربة الانقسام المؤسساتي المدمر التي عشناها في الثمانينات وتداعياتها وذيولها الخطيرة التي لا تقارن بما يمكن أن يحدث اليوم؟».
كما أشاد النائب جورج قصارجي، بموقف بري الذي «لم يقفل الباب في وجه التسوية الداخلية (...) ولم يأبه للتصريحات النارية التي تنهال من كل حدب وصوب، ولم يترك هذه المواقف تؤثر على اتجاه البوصلة». وقال: «إن موضوع نصاب الثلثين ليس موضع مقايضة، وكل ما كان للمقايضة تم الاستغناء عنه بإعلان التخلي عن مطلب تأليف حكومة وحدة وطنية قبل انتخاب الرئيس، والاستعداد لفك الاعتصام».
ورأى النائب قاسم هاشم أن كلام بري «وضع الجميع أمام مسؤولياتهم، بعد الموقف السلبي لقوى 14 شباط، وهو بمثابة الإنذار في الوقت الذي ما زال يراهن فيه فريق السلطة على متغيّرات وهمية في المنطقة تساعده على نجاح مشروعه الانقلابي للتحكم في أمور هذا الوطن والسيطرة عليها»، معلناً أن المعارضة ستتعامل مع رئيس ينتخب بالنصف زائداً واحداً «أو بمن حضر»، على أنه «قرصان».
وقال النائب عبد المجيد صالح، إن بري شارك اللبنانيين «هواجسهم وخوفهم على مبادرة كانت ولا تزال هي الشمعة التي تضيء عتمة النفق اللبناني»، متّهماً الأكثرية بتوزيع الأدوار «لتمييع المبادرة ونقضها وإطلاق النار عليها بواسطة القنص وكواتم الصوت».
ورأى رئيس حزب التضامن اميل رحمة أن رئيس المجلس «وضع النقاط على الحروف في كل المواضيع الساخنة، ونقض الافتراءات والمغالطات واتسم حديثه بحس عال من المسؤولية وانحياز جارف الى المعالجة والتسوية والتفاهم من أجل خير اللبنانيين». كما أشاد بقول الوزير محمد الصفدي «بالفم الملآن، نعم كبيرة لنصاب الثلثين في اي جلسة لانتخاب الرئيس العتيد، وكلّا كبيرة للنصف زائداً واحداً».
في المقابل، وإذ رأى الوزير جان أغاسابيان «ناحية إيجابية» في حديث بري «هي الاستمرار بجهوده ومبادرته للوصول إلى تسوية معينة»، دعاه الى «أن يتعاطى بمسؤولية وطنية كبرى».
وانفرد النائب فؤاد السعد بالقول إن بري «عاد وأقفل المبادرة التي أطلقها أو اعتبر أن الفريق الآخر أغلقها»، واصفاً موقفه بأنه «كان سلبياً ولم يكن متجاوباً مع قوى 14 آذار». وقال «إن الخلاف هو على تفسير المادة 49 من الدستور. وعندما يقول الرئيس بري إنها مسألة محسومة سلفاً، فهذا يعني على ماذا سنتحاور؟»، داعياً الى «البحث عن طرق جديدة وسبل لإعادة فتح الحوار، إذ علينا أن نصل إلى اتفاق وتفاهم لكن ليس بهذه الطريقة».