كامل جابر
حلّ الخامس عشر من أيلول، وحال الدير القديم في دير ميماس، دير شفيع البلدة، أقرب إلى أطلال بعد الخراب الذي لحق به وبالكنيسة المجاورة وبالمدافن المحيطة به، بفعل الصواريخ الإسرائيلية التي انهالت على المنطقة بين شهري تموز وآب 2006. لم يتبدّل أي شيء في المكان. كومة الركام إلى الجهة الجنويبة الغربية، لا تزال تُدفن تحتها مختلف التجهيزات الخاصة بالبناء الذي كان قائماً: غرف وقاعة استقبال.
أما الكنيسة، التي يطلّ بابها على الجبل المرتفع في الغرب، فقد أصبحت تُشرف على الدير المدمّر بعد أن «نخرت» سقفها قذيفة مدفعية مخلّفةً أضراراً جسيمة على الجدران والمقاعد والأيقونات. ولم يرحم القصف حتى المدافن القريبة من الكنيسة.
يعيد راعي أبرشية صيدا ومرجعيون للطائفة الأورثوذكسية، المطران إلياس كفوري، سبب التأخير في ورشة الإعمار «إلى انتظار الإذن في المباشرة بالعمل من الحكومة القطرية، بعدما سُلّمت لمكاتبها خرائط الدير الذي تهدّم كلياً، وكذلك الكنيسة والحديقة». ويلفت «إلى الأهمية القدسية للأيقونات والأواني وبذلات الرهبان والأغراض الخاصة التي أتى عليها القصف، وهي تعدّ من الخسائر الكبيرة».
وإذا كان القصف قد أصاب الظاهر من الدير والكنيسة، فإن المطران كفوري يشير «إلى أن أعمال الترميم المتعاقبة وأحوال الطقس وما مرّ على المنطقة من زلازل وغيرها، كانت قد أسهمت في تغطية البناء الأول للدير».
واليوم من الممكن أن يتحوّل هذا الدمار إلى أمر إيجابي، لأنه يتيح إجراء تنقيبات أثرية لإظهار الدير القديم الذي بُني مطلع القرن الخامس عشر.
وكان دير مار ميماس قد هُدم وأعيد بنائه عدّة مرات. وتفيد بعض المصادر التاريخية الخاصة به أن الرهبان بنوه نحو عام 1404، وأخذت القرية التي بنيت في جواره اسمه، فكانت دير ميماس.
وكان الدير الأول عبارة عن كنيسة صغيرة يحيط بها بناء مربّع الشكل يُستخدم لإيواء الرهبان وإيفاء النذور، لكنه هُجر وتهدّم بسبب العوامل الطبيعية، فرُمّم جزء منه أواخر الخمسينيات، وأُعيد ترميمه مرات عدّة كان آخرها عام 2004، حيث أُنشئت ساحة واسعة في جواره، وقبيل الحرب كانت قد انطلقت ورشة تأهيل
الكنيسة.