عدوان: قلقون من السلاح في المناطق المسيحية و«القوات» لن تعود إلى الإقتتال
أثار البطريرك الماروني نصر الله صفير مسألة التسلح، ورأى أن الجدل في شأن تأمين النصاب لانتخاب رئيس للجمهورية «لا يدل على وطنية سليمة»، وأن «المطلوب النظر في مصلحة الوطن لا في مصلحة المسترئسين».
ورأى صفير في عظة الأحد في كنيسة الصرح في بكركي «أن ما نسمعه ونقرأه في هذه الأيام يدل على أن حياة الناس أصبحت كأنها لا قيمة لها، بدليل التصرف المعيب لكثيرين ممن يتعاطون الأمور العامة». وقال: «هناك من يقولون إن بعض الفئات تتسلح، كأن ما حدث من قبل، وهو لا يزال قائماً في ذاكرة كل المواطنين، لم يكن أمثولة رادعة، وكأن الذين سقطوا ضحايا العنف من كل الطبقات، وخصوصاً بالأمس، من أفراد الجيش اللبناني، لم يكونوا كافين كي يفكر بعض اللبنانيين بغير العنف والقتل».
ورأى البطريرك أن «الجدل القائم بشأن تأمين النصاب المطلوب لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، لا يدل على وطنية سليمة». ودعا إلى «النظر في مصلحة الوطن والمواطنين، لا في مصلحة هذا أو ذاك من المسترئسين. والأهم أن نعرف كيف نحافظ على أجيالنا الطالعة، فلا تكفر بهذا الوطن، وتغادره دون أمل بالعودة، وهذا يقود إلى ضياع الوطن. ولا نعتقد أن أحداً من اللبنانيين يريد لوطنه هذا المصير القاتم. ونسأل الله أن يقينا سوء المصير».
بعد القداس، استقبل صفير النائب نعمة الله أبي نصر، فنائب رئيس الهيئة التنفيذية في «القوات اللبنانية» النائب جورج عدوان، الذي أكّد بعد اللقاء «أن علينا كلبنانيين أن نجلس معاً بأسرع وقت ممكن كي نضع آلية ونمضي قدماً إلى انتخاب رئيس للجمهورية، يمكنه مواجهة المرحلة المقبلة والظروف التي تمر بها المنطقة، كي لا يكون لبنان ساحة أو علبة بريد، بل وطن ينظر إلى مصالحه أولاً، وإلى مصالح الآخرين». وأضاف: «كذلك توقفت مع غبطته بشأن الآليات الممكن اعتمادها، وهو يشجّع كل الخطوات التي يمكن أن تؤدي إلى تفاهم على موضوع رئاسة الجمهورية».
وعما إذا كانت قوى 14 آذار مستعدة لانتخاب رئيس بمن حضر إذا لم يحصل توافق أو وفاق، فضّل «في هذه المرحلة بالذات عدم التحدث عن هذا الموضوع، لأن أبوابنا مشرعة للوصول إلى تفاهم على الآلية لانتخاب رئيس جمهورية. والجواب عن هذا السؤال نتركه لمراحل أخرى». وقال: «إننا جاهزون ابتداءً من اليوم، أن يختار الرئيس (نبيه) بري من يمثلّ معه في المعارضة، ونحن جاهزون لنمثّل 14 آذار، لوضع الآلية. نحن متجاوبون كلياً بدءاً من هذه الثانية لحل مشكلة رئاسة الجمهورية».
وعن كلام صفير في عظته عن التسلّح وتدنّي مستوى الخطاب السياسي، قال إن البطريرك «قلق جداً في ما يختص بموضوع التسلّح، وهذا الموضوع سيكون مدار بحث على طاولة مجلس الوزراء في 24 الجاري، ونحن قلقون جداً بدورنا من هذا الموضوع، وخصوصاً في المناطق المسيحية. وأؤكد مرة جديدة أنه مهما كان التسلّح من أي فئة ولأي سبب، ومهما تدرّب البعض ولأي سبب، فإن القوات اللبنانية لن تتسلّح ولن تتدرّب ولن تواجه بالسلاح، لأن هذه المهمة ضمن صلاحية الدولة والجيش والقوى الأمنية. ويستطيع كل اللبنانيين والمسيحيين الاطمئنان إلى أننا لن نعود إلى السلاح ولا الاقتتال، والذي يتسلّح ويتدرّب، فهذه مشكلته مع الدولة».
والتقى البطريرك صفير بعد ذلك المدير العام للموارد المائية والكهربائية الدكتور فادي قمير، ورئيس المؤسسة اللبنانية ـــــ الأميركية البروفسور روبير شاهين.
(وطنية)