لفت البطريرك الماروني نصر الله صفير الى أنه لم يطرح مع البابا بنديكتوس السادس عشر اسم رئيس الجمهورية المقبل ولا مواصفاته، مشدّداً على ضرورة «أن يكون الرئيس على مسافة واحدة من الجميع، نظيف الكفّ ومتجرّداً».وفي موضوع نصاب جلسة الانتخاب، جدّد التذكير بأنه «يجب أن يكون ثلثي عدد النواب. وإذا اجتمع المجلس وتأمّن النصاب، ففي إمكانهم أن يباشروا بالانتخاب. وإذا لم يجمع المنتخب الثلثين، فإنه ينتخب بالنصف زائداً واحداً»، وبأن القول إن الانتخاب يصحّ حتى لو لم يتوافر الثلثان «يناقض الدستور»، داعياً «من يرى في المقاطعة موقفاً»، الى «عدم مقاطعة الوطن».
وكان المقرّ البطريركي قد شهد، أمس، حركة سياسية أبرزها اتصال هاتفي تلقّاه صفير من رئيس كتلة «المستقبل» النائب سعد الحريري، واستقبل النائب ميشال المرّ الذي نفى أن يكون حديثه مع البطريرك تطرّق الى أسماء المرشّحين لرئاسة الجمهورية، إنما «تمّ طرح مبادئ تتعلّق بموضوع الرئاسة».
ورداً على الداعين إلى انتخاب الرئيس بالنصف زائداً واحداً، أوضح المرّ أن النصّ الفرنسي لدستور عام 1927 يشير الى «أن يتمّ الاقتراع وافتتاح الجلسة بثلثي أعضاء المجلس. وإذا لم ينل المرشح من الدورة الأولى ثلثي الأصوات، تعقد الدورة الثانية في الوقت نفسه ولا حاجة لجلسة ثانية»، ومن اجل هذا الأمر سلمت غبطته النص الفرنسي». وأكد أن الموقع الصالح في تفسير مواد الدستور «ليس المراجع الدولية أو العربية أو المحلية، بل المجلس الدستوري».
وإذ أبدى تفاؤله لأن «التوافق سوف يتغلّب، لأن إرادة الشعب أهم من إرادة السياسيين ومصالحهم»، لفت الى أن مهمة جمع الصفوف لتوحيد المواقف «تعود الى رئيس المجلس النيابي»، خاتماً بالقول: «أعتقد أن جلسة 25 أيلول لن تصل الى نتيجة، ومن المتوقّع أن تتسع دائرة الاتصالات في الجلسة التالية، حيث يجب أن تؤدّي الرغبة والنوايا حول الوفاق وبدء الاتصالات الى نتيجة لتلبية رغبة الشعب اللبناني بكل فئاته».
بدوره، أمل الرئيس الأعلى لحزب الكتائب أمين الجميل، بعد لقائه صفير، التوصّل الى حلّ سريع في الاستحقاق الرئاسي، بما يمكّن الرئيس العتيد من «بسط سلطة الدولة على كل الأراضي اللبنانية، واستعادة السيادة الكاملة. وبالتالي، يكون رئيساً قادراً على جمع كل اللبنانيين تحت مظلّة الدولة العادلة الديموقراطية».
ومن زوّار بكركي، أيضاً، وزير العدل شارل رزق الذي أجاب عن سؤال: «ما معنى الرئيس الوفاقي»، من زاوية انتقاده النائب بطرس حرب، من دون أن يسميه، قائلاً: «لا يكفي أن يكون الرئيس قد أمضى 20 عاماً في دائرة عنجر، ثم عند الانسحاب السوري انتقل الى رحاب قريطم، والآن يحاول الابتعاد عنها لكي يكون رئيساً توافقياً»، معتبراً أن «التوافق هو لمن يستطيع أن يقنع الأكثرية من الطرفين بأنه قادر على معالجة المواضيع الأساسية المطروحة في السنوات الست المقبلة، وهذا الأمر لا يتمّ بواسطة 20 صفحة إنشاء عربي ولا بالمهرجانات ولا في الصالونات، بل يتمّ بالعمل الدؤوب رغم الانتقادات والصعوبات التي يمكن أن تواجه هذا العمل في سدّة المسؤولية».
من جهة ثانية، استقبل صفير نقيب المحرّرين ملحم كرم، مترئساً وفداً من أعضاء مجلس النقابة ومستشاريها، وأبلغ صفير الوفد أن ليس لديه معطيات تمكّنه من استشراف كيفية جريان الأمور، مشيراً الى أن «الوضع متأزّم»، و«إذا ظلّ الفريقان على تشبّثهما، فلن نصل الى نتيجة أو نصل الى نتيجة كارثية. لكن، إذا تحلحلت الأمور وبحث كل من الفريقين عن مصلحة البلد ومصلحة الناس ككل، فقد يكون هناك حل. ونصيحتي ما يقوله الدستور، أي أن الاستحقاق الرئاسي يجب أن يتمّ».
(وطنية)