استغرب اللواء جميل السيّد في بيان وزعه يوم أمس مكتب وكيله المحامي أكرم عازوري «الحماسة الاستثنائية التي يبديها مدعي عام التمييز القاضي سعيد ميرزا، من خلال تصريحاته الشبه يومية، حول التثبت من صحة إفادة زوجة شاكر العبسي عن جثة الأخير، في الوقت الذي لا يزال يتغاضى كلياً وحتى اليوم، عن الإفادات الكاذبة لزهير الصدّيق وغيره من شهود الزور الذين ضللوا التحقيق في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري».وسأل السيّد: «لماذا لم يبدِ القاضي ميرزا مثل تلك الحماسة وتمنّع عن الادعاء على أولئك الشهود بجرم الشهادة الكاذبة والافتراء، وخاصةً أن رئيس لجنة التحقيق الدولية القاضي سيرج براميرتس، قد سلّمه كل المحاضر التي تثبت كذب وبطلان ادعاءاتهم؟» وتساءل أيضاً: «لماذا يصرّ القاضي ميرزا على الاحتفاظ بتلك الشهادات المزورة لإخفاء الدوافع الحقيقة لجريمة الاعتقال السياسي والمماطلة بلعبة الوقت حتى المحكمة الدولية؟».
كما طالب السيد النائب سعد الحريري «بموقف أخلاقي حاسم لمنع استمرار هذه المهزلة القضائية التي تغتال والده كل يوم، وذلك رحمةً به في مثواه الأخير، في الوقت الذي يرعى فيه يومياً دعوات الإفطار في القاعة نفسها التي كانت تحتضن الرئيس الشهيد». ودعا الحريري «إلى التثبت بنفسه من قول القاضي ميرزا للقاضي براميرتس بأن «الاعتبارات السياسية تمنع الإفراج عن اللواء السيّد»، ومن قوله أيضاً أمام آخرين: «أمّنوا لي غطاءً سياسياً لقرار الإفراج. أنا سنّي بيروتي، وإذا اتخذت قراراً، بيفرمني سعد الحريري...».
وأعاد السيّد مطالبة ميرزا للتنحي عن منصبه بصورة فورية، والمثول وإياه والمحقق العدلي السابق القاضي إلياس عيد، أمام لجنة التحقيق الدولية أو أمام أيّة هيئة قضائية وبرلمانية حتى يتأكد الجميع من صحة هذه الوقائع، ومن تفاصيل أخرى «تهزّّ يومياً نعش الرئيس الحريري والحقيقة، بحجة الاعتبارات السياسية في القضاء».
(الأخبار)