البقاع ــ عفيف دياب صيدا ــ خالد الغربي
البداوي ــ عبد الكافي الصمد

حتى ساعة متأخرة من ليل أمس لم تكن «نساء فتح الإسلام» قد وصلن من صيدا إلى البقاع تمهيداً لنقلهن إلى سوريا والأردن. فالاتصالات السياسية والأمنية أثمرت خلال الأيام الماضية عن صيغة أولية تقضي بنقل «نساء فتح الإسلام» من مقر إقامتهن في صيدا إلى مقام النبي العزير في خراج مدينة عنجر الذي تشرف عليه الأوقاف الإسلامية في البقاع الأوسط، حيث جهزت عدة غرف في منزل على أعلى تلة المقام، إذ كان من المقرر أن تصل حافلة قبل منتصف ليل أول من أمس تقلّ النسوة وأولادهن.
وأوضحت جهات متابعة في البقاع لـ«الأخبار» أن اتصالات أمنية أجراها الجيش اللبناني مع مرجعيات دينية في البقاع الأوسط وأخرى سياسية أجرتها النائبة بهية الحريري لتسهيل عملية انتقال «نساء فتح الإسلام» من صيدا إلى البقاع في مرحلة أولى ريثما تنجز الاتصالات السياسية والأمنية لترحيلهن إلى سوريا والأردن بناء على رغبتهن. وقالت هذه الجهات إن الاتفاق كاد أن ينفّذ ليل أةا من أمس و«نحن ننتظر حتى اللحظة وصول السيدات مع أولادهن، ولم نتبلغ أيضاً أي تعديل في الاتفاق».
لكن جهة أمنية في البقاع أبلغت «الأخبار» مساء أمس، أن «اعتراضاً سياسياً أتى من تيار سياسي في البقاع الأوسط على عملية إقامة نساء عناصر من فتح الإسلام في منطقة عنجر». وأوضحت أن «مرجعيات دينية في البقاع أبلغت من قادة محليين في التيار السياسي (من فريق الأكثرية) رفضهم السماح بإقامة كل من له صلة بفتح الإسلام في مقام النبي العزير». وأبدت هذه الجهة الأمنية استغرابها لتحرك هذا التيار السياسي «رغم أن الأمر نسّق مع دار الفتوى في البقاع وأيضاً مع شخصيات سياسية محسوبة على هذا التيار».
هذا الاعتراض، وعدم وصول نساء «فتح الإسلام» الى البقاع قضى على الاتفاق الأولي الذي وضع لحل هذه القضية. وقالت جهات متابعة في البقاع لـ«الأخبار»: «لم نتبلغ بعد قرار إلغاء أو تأجيل نقل النسوة من صيدا إلى البقاع» معربة عن اعتقادها أن فكرة إقامة نساء فتح الإسلام في البقاع «قد عدل عنها، وقد يتم نقلهن مباشرة من صيدا إلى سوريا والأردن».
وفي صيدا، أشارت مصادر فلسطينية ولبنانية متابعة للموضوع، إلى أن عملية الترحيل باتت وشيكة وقد لا تتجاوز الثماني والأربعين ساعة حيث سيتم ترحيلهن بواسطة الأمن العام اللبناني، الذي بات الملف بعهدته، إلى دول عربية لا سيما إلى سوريا والأردن (تحدّثت المصادر عن وجود إشكالات إدارية لدخول بعض هؤلاء النسوة الى أراضي الأخيرة والأمر جار لتذليل العقبات)، وإن عملية الترحيل ستتم مباشرة خلافاً لما كانت المعلومات قد أشارت اليه من إمكان نقلهن الى البقاع اللبناني.
وتشير المصادر الى أن رشدية العبسي زوجة زعيم التنظيم شاكر العبسي ستكون من ضمن المرحّلات مع أولادها، وهي أخضعت وفقاً للمصادر إلى تحقيق أمني لدى الجيش اللبناني نهار السبت الماضي اعتبر بمثابة تحقيق أخير.
وأمام مسجد دار الأرقم، رفض أحد مشايخ رابطة علماء فلسطين الشيخ محمد الحاج التحدث للإعلاميين معتبراً أن في ذلك مصلحة إنسانية ومشيراً إلى أن النسوة «لن يتحدثن إلى الإعلام إلا عندما يصلن إلى ديارهن وهن بذلك أحرار ويجب أن نحترم رأيهن ورغبتهن في عدم التحدث».
وفي البداوي برز أمس، الاعتصام الذي نفذه السكان اللبنانيون أمام مقر رابطة «اللبنانيين من أجل نصرة الشعب الفلسطيني»، احتجاجاً على أداء منظمة «الأونروا» في توزيع التعويضات على العائلات المتضررة جرّاء أحداث مخيم نهر البارد. وطالبوا الحكومة اللبنانية والهيئة العليا للإغاثة بضرورة «تسلّم ملف السكان اللبنانيين، لأن منظمة «الأونروا» لا تهتم إلا بالسكان الفلسطينيين». ورأوا أن «مشكلة اللبنانيين في المخيم مع منظمة «الأونروا» لا مع الهيئة العليا للإغاثة». واتهموا المنظمة بالتلاعب بالهبة السعودية (مليوني ليرة)، وخاصة أنه من أصل 400 عائلة لبنانية، جرى التعويض على 70 عائلة فقط، وأن شيكات عائدة للبنانيين أعادتها «الأونروا» إلى بيروت دون معرفة السبب، وإلى من وإلى أين ذهبت، محذرين من خطوات تصعيدية إذا بقي الوضع على حاله».