البدّاوي ــ عبد الكافي الصمد
باشرت وكالة الأونروا بعد طول انتظار، بناء مدرستين جاهزتين في مخيم البداوي، بهدف استيعاب طلاب مخيمي نهر البارد والبداوي، في خطوة تهدف إلى إنقاذ العام الدراسي.
وجاءت هذه الخطوة بعدما تعذر إخلاء مدارس الأونروا في مخيم البداوي من نحو 600 عائلة نازحة، ورفضها الخروج منها إلا إلى مساكنها الأساسية في مخيم نهر البارد، التي نزحت منها تحت وطأة عنف الاشتباكات بين الجيش اللبناني ومسلحي «فتح الإسلام» منذ أكثر من ثلاثة أشهر.
ورشة العمل في بناء المدرستين بدأت على قدم وساق، حيث تعمل جرافتان على تسوية قطعة أرض تقع على مقربة من ملعب عمر كمال عند المدخل الشمالي للمخيم وتمهيدها، فيما تعمل شاحنات على نقل الأتربة والحجارة الفائضة إلى خارج المخيم.
المهندس محمد واكد، أحد المشرفين على العمل، أوضح لـ«الأخبار» «أن العقار الذي ستوضع فيه المدرستان الجاهزتان تبلغ مساحته 6460 متراً مربعاً، ويرجّح «بدء الدراسة فيهما في غضون شهر على الأكثر، بعد أن تتسلم مديرية التربية في الأونروا المدرستين من مديرية الهندسة فيها».
بدوره، لفت المهندس قاسم ربيع، وهو مشرف آخر على مشروع بناء المدرستين، إلى «أنّ المدرسة الواحدة تتألف من ثلاث طبقات، تضم كل منها 24 قاعة تدريس، وتتسع كل قاعة لنحو 50 طالباً، وهذا يعني أنّ جزءاً كبيراً من أزمة المدارس والعام الدراسي قد تم تجاوزه».
وتعالج المدرستان جزءاً مهماً من مشكلة طلاب المخيمين، لأن سعتهما القصوى لن تزيد على 4000 طالب، فيما عدد طلاب المخيمين يبلغ 8900 طالب (5400 طالب في مخيم نهر البارد، و3500 طالب في مخيم البداوي)، فيما لفت مدير قسم التربية في الأونروا في الشمال عبد الكريم زيد إلى «أننا نسعى إلى حل مشكلة المدارس الرسمية في البداوي، التي يقيم فيها نحو 400 عائلة نازحة، لأننا لا نريد إنقاذ العام الدراسي لطلاب المخيمين على حساب طلاب البداوي وغيرها».
في موازاة ذلك، رأى رئيس هيئة الإغاثة في الأونروا بالشمال محمد عبد العال «أنّ الحل يكون باعتماد نظام الدوامين الصباحي والمسائي، لأن كل مدرسة بمقدورها استيعاب ألف طالب في كل فترة، وهو ما يعني أن نحو 4 آلاف طالب من مخيمي البداوي ونهر البارد سيتابعون دراستهم في المدرستين».
وإذا كانت مشكلة الطلاب الفلسطينيين قد وجدت طريقها إلى الحل، فإن أزمة طلاب البداوي لم تلح أي بارقة أمل لها في الأفق، على الرغم من الاجتماع الذي عقد لهذه الغاية أول من أمس في السرايا الحكومية، وحضره، إلى رئيس بلدية البداوي ماجد غمراوي، كل من رئيس لجنة الحوار اللبناني ـــــ الفلسطيني السفير خليل مكاوي، وممثل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان عباس زكي، وأمين سر حركة فتح في لبنان سلطان أبو العينين والمدير العام للأونروا في لبنان ريتشارد كوك.
وأشار غمراوي إلى «أنّ الاجتماع لم يؤدّ إلى أي نتيجة، وكل ما خرجنا به هو الطلب من قيادة الجيش السماح بعودة بعض النازحين إلى الجزء الجديد من مخيم نهر البارد في أقرب فرصة، وهو أمر سيأخذ وقتاً، الأمر الذي يسهم في إضاعة العام الدراسي على طلابنا».