صور ـ آمال خليل
انعكس افتتاح ثلاث مؤسسات أكاديمية جديدة في منطقة صور، مع حفظ الأسباب، تغييراً لا في الواقع التعليمي فحسب، بل في الواقعين الاجتماعي والسكني

لا تهتم سيلين طاهر (18 عاماً) بالأسباب التي دفعت بالقيّمين على بعض الجامعات والمعاهد العليا في لبنان إلى افتتاح فروع في منطقة صور الآن، وللمرة الأولى بعد سنوات «عجاف»، اضطر فيها معظم أبناء الجنوب إلى الانتقال خارجه لمتابعة تحصيلهم العلمي. فالمهم، برأي سيلين، أنّها لن تضطر إلى ترك سكنها في الناقورة، لتسكن في بيروت حتى تتمكن من متابعة دراستها الجامعية، مع ما يضحّي به أهلها مادياً واجتماعياً.
لكن علي إسماعيل (20 عاماً) يدرك جيداً الأسباب التي تدفع بعض المؤسسات التعليمية «للاستثمار في الجنوب، في ظل الظروف الأمنية والاقتصادية والتوترات المذهبية والطائفية التي تجلّت بين الطلاب، بشكل مخيف، إثر أحداث جامعة بيروت العربية». ويرى علي «أنّ الـ10 آلاف تلميذ الذين ينالون سنوياً شهادة البكالوريا في الجنوب، يفضّلون البقاء في بلداتهم والتمكن من متابعة الدراسة في آن واحد، لما يوفره ذلك من توفير اقتصادي واستقرار اجتماعي»، منتقداً «رؤوس الأموال الضخمة التي يملكها أبناء الجنوب المغتربين الذين يؤثرون إنفاقها في بناء القصور الفارهة، بدلاً من أن تنفق في مشروع يخدم الجميع».
علي وسيلين اثنان من مئات الطلاب من قرى صور والنبطية وبنت جبيل والزهراني، اختاروا الجامعة الإسلامية في لبنان، مبنى صور، لمواصلة تحصيلهم العلمي في كليات العلوم التمريضية والحقوق والهندسة والعلوم والفنون والآداب والعلوم الإنسانية والعلوم السياحية والاقتصاد وإدارة الأعمال والدراسات الإسلامية. فالجامعة التي افتتحت فرعها الرئيسي في خلدة في عام 1995، والمرخصة بموجب المرسوم 8600/96، تابعة للمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، علماً بأن مبنى صور الضخم بقي فارغاً منذ افتتاح الرئيس نبيه بري له قبل سنتين، والذي قدّم المبنى الذي كان مخصصاً لمؤسسات أمل التربوية، إلى أن قررت إدارة الجامعة في بيروت استخدامه بدءاً من هذا العام. ويرجّح المشرف على مبنى صور، الدكتور أكرم ترحيني «أن تستقطب الجامعة العدد الأكبر من الطلاب، لأنّها الجامعة الخاصة الوحيدة المرخصة جنوبي الليطاني، فضلاً عن نظامها الدراسي (مواد) وأقساطها المناسبة».
وعلى بعد أمتار قليلة، افتتح المعهد الأميركي C&E في المدرسة الجعـــفرية فـــــرعه الثـاني في الجنوب. ويؤكد مدير فرع بنت جبيل أحمـــــــــــد بزي أن «نقل المعهد إلى أقصى الجنوب (بنت جبيل وصور) لم يكن تجارياً، بل هدف إلى إشـــــراك أبناء المنطقة في التطور العلمي والتكنولوجي العالمي المطّرد، وسدّ الهـــــــوّة بين المدينة والأطراف، تحت شعار «جامعة في بيتك توفر اختصاصات إدارة الأعمال وعلوم الكومبيوتر والاتصالات والتصميم»، إضافة إلى دورات تعليم الكومبيوتر واللغة الإنكليزية المفتوحة للجميع. يذكر أنّ شهادة المعهد ليست مرخصة من نقابة المهندسين. ويتوقع بزي «أن ينتقل نجاح فرع بنت جبيل إلى صور، لأن نظام الأرصدة المتّبع يسمح للطالب بأن يتحكم بوقته ويجمع بين العمل والعلم».
ويعمل المعهد الأميركي AUT على تجهيز مبنى فرعه الأول جنوباً في العباسية، على أن يُفتتح في غضون شهرين. يذكر أنّ جامعة الروح القدس افتتحت فرعاً في رميش قبل 4 سنوات، لكنّ أقساطها مرتفعة، وتعتمد اللغة الفرنسية كــــــلغة وحيدة
للتدريس.
يأتي افتتاح فروع الجامعات والمعاهد الجامعية في ظل العراقيل التي تشوب تجربة توأمة معهد العلوم التطبيقية في الجامعة اللبنانية ـــــ فرع صور مع معهد CNAM الفرنسي،