فاتن الحاج
تُعمِّم جامعة بيروت العربية ثقافة الساعات المعتمدة (credits) التي تتبعها اعتباراً من هذا العام في كل الكليات. وتطلق الجامعة العام الدراسي الذي يبدأ في 22 تشرين الأول المقبل، بأيام توجيهية تنظمها الكليات هذا الأسبوع، حيث يسجّل الطلاب مقرراتهم بإشراف المرشدين الأكاديميين. وكان كل قسم في كليات الجامعة قد حدّد لكل مجموعة من الطلاب مرشداً أكاديمياً من بين أعضاء هيئة التدريس، لتقديم النصح والإرشاد لهم. ويعتمد المرشد الأكاديمي تسجيل المقررات والإضافة أو الحذف، على أن يعود إليه الطالب طوال السنة الجامعية لاستشارته في أموره الدراسية. وقد فرضت الجامعة خضوع الطالب، أياً كان تخصصه، لـ16 ساعة تضاف إلى مقرراته العلمية. فعلى الطالب أن يجتاز 7 ساعات إجبارية في أربع مواد: اللغة العربية، اللغة الإنكليزية أو الفرنسية، علوم الكومبيوتر، وحقوق الإنسان، فيما يختار دراسة 9 ساعات أخرى من بين موضوعات في الثقافة العامة.
يبدأ يوم التوجيه بتسليم الطالب الجديد ملف التسجيل. يختار الطالب المقرّرات، ثم يعرضها على المرشد الأكاديمي لتلقّي النصح واعتماد نموذج التسجيل، على أن تكون المواد 12 ساعة دراسية معتمدة كحد أدنى، و18 ساعة كحد أقصى في فصلي الربيع والخريف، بحسب لوائح كل كلية. ويساعد الطلاب القدامى المرشدين في توجيه الطلاب المقبولين الجدد. وقد ساد الإرباك بعض الطلاب في اليوم التوجيهي الأول لكلية الهندسة، لكونهم ينتقلون من مرحلة دراسية إلى أخرى. فهم غير معتادين على متابعة التسجيل والتعاطي مع الأوراق الرسمية، «لكنّه شعور جديد نختبره ويرتب علينا مسؤولية إضافية»، كما يقول أحمد شحادة (هندسة ميكانيكية).
أمام مكتب التسجيل المركزي، يتجمع عدد من الطلاب الفلسطينيين الذين قُبلوا جميعاً في كلية الهندسة. أبدى الطلاب حماسة للاختصاص الذي اختاروه، فهو مجال نستطيع أن نبدع فيه، على حد تعبير إلهام المرضعة (هندسة مدنية). لكنّ علاء حمّاد لا يخفي خشيته من عدم متابعة الدراسة، فيما لو لم تصلنا مساعدات الأونروا. «فالقسط الأول الذي سندفعه هو 4 ملايين و770 ألف ليرة لبنانية. فمن أين سنأتي بهذا المبلغ؟ ثم إنّ سعر الرصيد ارتفع من 250 ألفاً إلى 270 ألفاً». محمد ضاهر (هندسة اتصالات) هو أيضاً يخاف من اندثار الحلم، لأنّه يشك في الحصول على المنحة، على الرغم من حيازته المرتبة السادسة في علوم الحياة في محافظة بيروت.
وكان رئيس الجامعة، الأستاذ الدكتور عمرو جلال العدوي، قد تفقد اليوم التوجيهي الأول، وأكد أنّ الجامعة وفّرت كل التسهيلات، بحيث يحصل الطلاب على المساعدة الأكاديمية اللازمة في تسجيل مقرراتهم، تمهيداً لتعميم ثقافة الساعات المعتمدة في الجامعة.