حذّر رئيس الجمهورية العماد إميل لحود الأطراف اللبنانيين، الى أي جهة انتموا، من «الانعكاسات السلبية للعودة الى التسلّح والتدريب على السلاح، واستغلال الظروف السياسية الراهنة في البلاد، لمحاولة الاستقواء على الدولة ومؤسّساتها الأمنية، وفي مقدّمها الجيش»، مؤكّداً أن اللبنانيين «لن يقبلوا بعودة عقارب الساعة الى الوراء»، وأن الجيش «لن يسمح لأي كان بأن يعيد مشهد التشرذم والتقسيم والاقتتال الى الساحة اللبنانية».ووفقاً لما نقله عنه زوّاره، أمس، نبّه رئيس الجمهورية الى أن تعريض لبنان للخطر «لن يميّز بين فريق وآخر»، داعياً الذين تقودهم رغبتهم وجنوحهم التسلّطي إلى «أن يعيدوا النظر في ما يخطّطون له، لأن اللبنانيين سيؤازرون جيشهم الوطني في التصدّي لكل من تسوّل له نفسه العودة بلبنان الى ممارسات أضرّت به أرضاً وشعباً ومؤسسات».
وكان قصر بعبدا قد شهد، أمس، سلسلة لقاءات استُهلّت بلقاء دبلوماسي عقده لحّود مع الأمين العام التنفيذي الجديد لـ«الإسكوا» بدر عمر الدفع، لمناسبة تسلّمه مهماته الجديدة في لبنان خلفاً لميرفت التلاوي. وخلال اللقاء، أكّد الرئيس لحود حرص لبنان على التعاون مع «الإسكوا»، و«توفير كل الدعم اللازم لها، لتمكينها من أداء دورها بأمان وفاعلية».
بدوره، لفت عمر الدفع الى أن زيارته «بروتوكولية واجبة»، مضيفاً: «نحن ننظر الى تعاون أكبر وأوسع وأشمل، في مشاريع اقتصادية واجتماعية، مع الجمهورية اللبنانية. وهناك ميزانية مخصّصة تحديداً لهذه المشاريع».
من جهة ثانية، استقبل لحود النائب السابق بهاء الدين عيتاني الذي أوضح، بعد اللقاء، أن رئيس الجمهورية «أكّد حرصه الشديد على تطبيق الدستور، في ما خصّ الاستحقاق الرئاسي، الذي ينصّ على حضور نصاب الثلثين في جلسة الانتخابات»، مع تشديده على «أهمية التوافق على الرئيس المقبل، نزعاً لفتيل الخلافات بين الأفرقاء اللبنانيين».
كذلك أشار عيتاني الى أن الرئيس لحود «سيلجأ الى الخيارات الدستورية المتاحة له، في حال عدم إجراء الاستحقاق الرئاسي وفق الأصول الدستورية، وفي حال اتجاه الأمور نحو الفوضى».
على صعيد آخر، كرّم رئيس الجمهورية العالم اللبناني الدكتور فريد متري، المسؤول في مستشفى «مايو كلينيك» في الولايات المتحدة الأميركية، على الإنجازات العلمية والطبية التي حقّقها، لا سيما في مجال تطوير تقنية التنظير، ومنحه وسام الأرز الوطني من رتبة ضابط.
وفي هذا الإطار، أشاد لحود بإنجازات الدكتور متري الذي، هو وأمثاله «ثروة لبنان الحقيقية، في بلد لا نفط فيه ولا معادن»، متمنياً عليه «أن يبقى على تواصل مع وطنه والمؤسّسات العلمية والطبية والجامعية فيه، لا سيما الجامعة اللبنانية التي تخرّج منها قبل انتقاله الى جامعة كلود برنار في ليون».
من جهته، شكر الدكتور متري لرئيس الجمهورية مبادرته، خاتماً بالقول: «ليتني أستطيع العودة النهائية الى لبنان. لكن كيف السبيل الى ذلك إذا لم تتعدّد مراكز الأبحاث وتتطوّر، فنضع فيها من ذواتنا ثمرات في خدمة الوطن وأهله؟».
يُذكر أن الدكتور متري حاز، أخيراً جائزة «إدوارد كندال» للعلوم والأبحاث من مؤسسة «مايو كلينيك» في الولايات المتحدة الأميركية، وقدّم من خلال عمله في «مايو كلينيك» ما يقارب 40 بحثاً.
ومن زوّار قصر بعبدا، أيضاً، المربّي أنطوان رنّو الذي شكر للحود منحه وسام الأرز من رتبة فارس، تقديراً للجهود التي بذلها على مدى 46 سنة في حقل التربية والتعليم والإدارة. كذلك التقى الفنان غسان صليبا مع أفراد عائلته الذين شكروا له مواساتهم بوفاة والد الفنان صليبا.
(وطنية)