طمأن رئيس كتلة «المستقبل» النائب سعد الحريري الى أن استحقاق رئاسة الجمهورية «سيحصل في الموعد الدستوري»، و«لن نترك هذا الإستحقاق في مهب الفراغ، ولن نوفّر في سبيل حصول ذلك أي جهد سياسي»، مشدّداً على أهمية «العمل مع الحلفاء، لإعادة الإعتبار الى هذا الموقع الدستوري الذي من دونه لن تكون هناك فرصة لاستقامة الأمور في البلاد».وخلال مأدبة إفطار أقيمت في قصر قريطم، أمس، على شرف هيئات سياسية وروحية، رأى الحريري أن «رئيس الجمهورية يصنع في مكان واحد فقط، هو المجلس النيابي اللبناني الذي يمثل إرادة جميع اللبنانيين»، مشدّداً على أن «الحوار هو السبيل الى التوافق، والتوافق هو السبيل لمنع الفراغ»، و«إجراء الإنتخابات الرئاسية في موعدها يفتح الأبواب أمام كل الحلول السياسية والإقتصادية والإجتماعية، أما سياسات التهويل فلا تؤدي الى أي نتيجة، لأنها من دون أفق، ولا رؤية لها سوى التهديد بخراب البلد».
واعتبر الحريري أن التهديد بحكومة ثانية، وبانقسام الأجهزة الأمنية، وباقتسام الوزارات والإدارات «أمور تسيء لأصحابها»، و«تهديد يرتقي الى مستوى الجريمة الوطنية»، مؤكداً «اننا لن نسمح بوقوع مثل هذه الجريمة تحت أي ظرف». وشدد على «أن أيدينا ستبقى ممدودة للتعاون في سبيل الوصول الى انتخابات رئاسية في الموعد الدستوري، وسنتعالى فوق الحملات التي تستهدف مشروعنا التوافقي، ودعوتنا الى وضع التباينات الدستورية جانباً والإنتقال مباشرة الى قاعة التوافق، فالتوافق ليس خياراً من خياراتنا، بل هو قرارنا، وفرصة لا يجوز أن تضيع أو أن تخضع لمنطق التهديد والوعيد أو الإبتزاز».
الى ذلك، نقل القائم بالأعمال الفرنسي في لبنان اندريه باران بعد زيارته قريطم أمس عن الحريري تأكيده أن روح الانفتاح التي لمسها وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير خلال زيارته الى لبنان «مستمرة في تحريك الأكثرية». كما جدّد تأكيد «النية الصادقة لقوى 14 آذار لمواصلة مبادرة الرئيس نبيه بري، وعلى خيارها المضي قدماً في الحوار في سبيل التوصل الى مرشح توافقي لرئاسة الجمهورية».
وإذ كرر ترحيب السلطات الفرنسية حيال جواب قوى 14 آذار على مبادرة بري، أعلن أنه شجّع النائب الحريري وحلفاءه داخل الأكثرية على مواصلة مساعيهم «للتوصل بشكل ملموس ومن دون تأخير إلى إجراء حوار مع جميع اللاعبين السياسيين المعنيين». وقال: «إن التصريحات التي تعبّر عن النيات أمر جيد، إلّا أنه ينبغي أن تتم ترجمتها إلى أفعال من الطرفين»، مذكّرا بالتصريح الذي أدلى به كوشنير في بيروت، والذي عبّر فيه «عن رغبتنا في إجراء الانتخابات الرئاسية من دون تدخل خارجي، وخاصة من جانب سوريا. وأكدت للنائب الحريري استمرار فرنسا بوقوفها الى جانب اللبنانيين».
والتقى الحريري السفير المصري فؤاد البديوي في حضور النائب باسم السبع، في زيارة بروتوكولية وتخلّل الزيارة عرض للتطورات في لبنان والمنطقة وللعلاقات الثنائية. وزار البديوي أيضاً نائب رئيس المجلس الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان. كذلك استقبل الحريري النائب السابق عمر مسيكة.
(الأخبار)