حذّر السفير السعودي عبد العزيز خوجه، من أن «أخطر ما يتعرّض له الكيان اللبناني اليوم، هو محاولة شرذمة شعبه واستهداف وحدته الوطنية»، موجهاً «رسالة» إلى المسؤولين لـ«يغلّبوا مصلحة البلاد على المصالح الضيقة» ويؤمّنوا حصول الاستحقاق الرئاسي في موعده وفقاً للأصول الدستورية، وإلى اللبنانيين للنظر الى بلدهم «وبعضهم إلى بعض، من زاوية المواطنية والأخوّة، لا من زاوية السياسة والطائفية، وأن يأخذوا العبر من الأحداث الماضية ليعبروا بالبلاد الى بر الأمان».فتحت عنوان «اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية مناسبة لمؤازرة لبنان»، قال خوجة إنه كان يتمنى أن تحل هذه الذكرى «ولبنان قد استعاد عافيته الكاملة، وعادت الطمأنينة الى ربوعه (...) لكن الأحداث الامنية التي وقعت أخيراً في مخيم نهر البارد وأدمعت العيون، إضافة الى سلسلة الجرائم النكراء وآخرها التي أودت بحياة النائب انطوان غانم وعدد من المواطنين الأبرياء، حالت دون ذلك. إلا أنها لا تمنع المملكة من اعتبار هذه المناسبة حافزاً وواجباً إضافيين لمشاركة لبنان همومه ومواجهة مصاعبه والوقوف الى جانبه مثلما يقف الأخ الى جانب أخيه ليؤازره حين تكثر عليه الشدائد والأحداث».
وانطلق من هذه الذكرى ليشدّد على ان «الوحدة الوطنية هي العمود الفقري لكل دولة، والركن الأساسي الذي يديم بقاءها ويوفر لها القوة والمناعة ويمكّنها من مواجهة المصاعب واجتيازها. والوطن هو الإطار الذي تتجلى فيه وحدة الشعب بالفكر والعقيدة والعمل، فيخرج الفرد من ذاته لمصلحة المجموع وتنصهر الجهود في بوتقه واحدة للارتقاء بالوطن الى المصاف الأعلى لأنه امانة في الأعناق وشعلة يقضي الوفاء أن تسلّم متوهجة الى الأبناء والأحفاد».
وللمناسبة وجّه تحية ورسالة، الأولى «للجيش اللبناني الذي دافع عن الارض وحقّق انتصاراً كبيراً في معركة اجتثاث الإرهاب وأنقذ الوطن من مصير حالك، مقدماً شهداء أبراراً وجرحى روت دماؤهم تراب بلادهم صوناً لحريتها وسيادتها واستقلالها».
والرسالة، الى المسؤولين «أن يضعوا مصلحة البلاد نصب أعينهم ويغلّبوها على كل المصالح الضيّقة، فيقبلوا على الحوار بكل انفتاح وإيجابية ويتّفقوا على إيجاد حلول للمشكلات كلها ويؤمّنوا حصول الاستحقاق الرئاسي في موعده وفقاً للأصول الدستورية. فالحوار وحده كفيل بإيجاد مخارج للأزمة فيما التباعد والتنافر يمثّلان خسارة للجميع لأنهم كلهم في مركب واحد».
وختم بأن السعودية «باقية على الوعد، لا تتخلّى عن لبنان ولا عن قضايا العرب والمسلمين».
وكان خوجة قد اتصل بالرئيسين نبيه بري وفؤاد السنيورة والرئيس الأعلى لحزب الكتائب أمين الجميل والنائبين وليد جنبلاط وسعد الحريري، معزياً بالنائب غانم. ودان الجريمة التي وقعت «في الوقت الذي كانت فيه الجهود منصبّة على الخطوات الرامية الى حماية لبنان وإخراجه من أزمته السياسية الحالية». ودعا الى «ضبط النفس واتخاذ المواقف العقلانية»، معتبراً «ان الرد لا يكون إلا بزيادة قوة الإرادة الجامعة عند اللبنانيين لتحقيق الوفاق وانتخاب رئيس جديد للجمهورية».