طرابلس ـ عبد الكافي الصمد
تنفذ مجالس الأهل في الشمال صباح اليوم اعتصاماً أمام مدخل المنطقة التربوية، للمطالبة بإعفاء الطلاب من رسوم التسجيل المدرسية وإخلاء المدارس من النازحين

وارتفعت الصرخة شمالاً! فقد عبّرت أصوات ومواقف عدة خلال الاجتماع الاستثنائي الذي عقدته الهيئة الاستشارية لمجالس الأهل في الشمال، في مقرها بطرابلس، عن انزعاجها من تجاهل وزير التربية حتى الآن، لما كان أكده بنفسه خلال جولته الأخيرة في الشمال، لجهة وعده المتكرر بإعفاء الطلاب من رسوم التسجيل، إن كان في المنطقة التربوية، أو محلة باب التبانة في طرابلس، أو بلدة البداوي، حيث شدّد في كل مرة على استخدام عبارة «إن شاء الله خير».
وخيّم همّ إخلاء مدرستين رسميتين في باب التبانة، وستّ أخرى في البدّاوي، على المناقشات، فرفض أهالي التبانة والبداوي ضياع العام الدراسي على أبنائهم، وحذّروا من مغبة عدم تأمين مخرج سريع لكون التساهل في هذه القضية سيحوّل كل المدارس الرسمية إلى مخيمات للاجئين. ودعا المجتمعون الحكومة اللبنانية ووزارة التربية والهيئة العليا للإغاثة إلى تحمل مسوؤلياتهم تجاه مواطنيهم، وتحديداً الطلاب منهم، مطالبين الأونروا بـ«تأمين مساكن مؤقتة للنازحين، وإخراجهم من المدارس الرسمية، في موازاة عملها على تأمين مدارس جاهزة للطلاب الفلسطينيين في مخيم البداوي، ودعوة النازحين إلى إخلاء المدارس بسرعة»، «ويا دار ما دخلك شر».
وأوضح رئيس الهيئة الاستشارية لمجالس الأهل في الشمال، عبد الحميد عطية لـ«الأخبار» «أنّ تحركنا ينبع من مصلحة تربوية فقط، ولا نريد أن نزيد الوضع إرباكاً. وسنتحرك ضمن القنوات والحق المشروع لنا، إذا لم نجد جواباً على مطالبنا»، ملوّحاً بالاعتصام أمام الوزارة نفسها. وأكد عطية ضرورة إخلاء مدارسنا بسرعة، مشيراً إلى «أنّ الفلسطينيين محظوظون أكثر منا. فالأونروا تهتم بهم وحدهم، بينما الحكومة اللبنانية والهيئة العليا للإغاثة تهتمان بنا وبهم معاً، وهذا أمر غير مقبول».
وكانت الهيئة الاستشارية لمجالس الأهل في الشمال قد أصدرت بياناً عقب اجتماعها، حذرت فيه من «عدم توفير العوامل والظروف التي تكفل انطلاقة طبيعية للعام الدراسي المقبل»، متسائلة:«هل يكون هذا العام الدراسي بداية للتراجع والإجهاز على هذا القطاع شمالاً، وكيف للعام الدراسي أن ينطلق انطلاقة طبيعية إذا لم نوفر له أسباب هذه الانطلاقة ومناخاتها الصحية؟».
ورأى البيان أنّ أبرز هذه الشروط «وفاء وزير التربية بوعده، واستصدار مرسوم من الحكومة يُعفى بموجبه جميع طلبة التعليم العام والمهني من رسوم التسجيل المدرسية، والمطالبة بإخلاء مدارس باب التبانة والبداوي من النازحين بهدف إعادة تأهيلها، والتحذير من اعتماد أي تدبير على حساب 6500 طالب في هذه المدارس»، مؤكداً «أنّ عودتهم إلى مدارسهم الأصلية خط أحمر لن نسمح بتجاوزه تحت أي ذريعة».
ورفض البيان «ما يشاع عن تأمين انتقال طلبة البداوي يومياً إلى مدارس طرابلس لمتابعة دراستهم بموجب نظام الدوامين»، لافتاً إلى أن التجارب السابقة أثبتت عقم هذا التدبير على المستوى التربوي».