strong>حسن عليق
عدد قليل من الأطفال كانوا يلهون أمس في ساحة النجمة. وإن كانت الاجراءات الأمنية الظاهرة التي يتخذها عناصر شرطة مجلس النواب في محيط المجلس لا توحي بأن حدثاً مهماً سيحصل بعد يومين، إلا أن عدد زائري وسط بيروت من مواطنين وسيّاح كان أقل من المعتاد في أيام الآحاد، ما أعطى الأطفال فرصة للّهو بحرية أكبر في ساحة مجلس النواب.
فإجراءات التفتيش هي ذاتها التي يتخذها عناصر شرطة مجلس النواب، وسرية الجيش المكلفة حماية المجلس، وتلك المحيطة بالسرايا الحكومية، منذ عدة أشهر.
أما التحضيرات الأمنية لجلسة مجلس النواب المخصصة لانتخاب رئيس للجمهورية يوم غد (الثلاثاء 25 أيلول) فبدأت قبل عدة أيام. عناصر سرية مجلس النواب قاموا بمسح كل الأبنية الواقعة ضمن نطاق صلاحياتهم. كما أنهم قاموا بتفتيش كل البنى التحتية ومجاري الصرف الصحي. وهم يعمدون إلى إجراءات تفتيشية دورية، وأخرى مفاجئة. وابتداءً من منتصف ليل الاثنين الثلاثاء، سيُمنع أي أحد من دخول ساحة النجمة، وتبدأ الإجراءات ذاتها التي اتخذها عناصر شرطة المجلس عند انعقاد جلسات الحوار والتشاور عام 2006. وخلال انعقاد الجلسة، ستتكفّل سرية الشرطة أمن مبنى المجلس والقاعة العامة، فلن يدخل المبنى المرافقون الشخصيون للنواب ورؤساء الكتل، بل سيغادرون المبنى حين تدخله الشخصيات، وستخرج المواكب الأمنية من ساحة النجمة، فيما ينقسم المرافقون بين من يبقى في الموكب ومن يدخل مكاتب النواب.
أما الدائرة الأوسع، التي ليست من صلاحيات شرطة المجلس، فسيتولاها فوج التدخل الثاني في الجيش اللبناني، الذي بدأ عناصره انتشارهم في المنطقة، وهم سيركّزون إجراءاتهم في الشوارع المؤدية من فندق فينيسيا إلى مجلس النواب، لأنها الطريق التي من المفترض أن يسلكها عدد من نواب الأكثرية الذين ينزلون منذ عدة أيام في الفندق. إضافة إلى ذلك، سيشدد عناصر الجيش من إجراءاتهم على الأبنية العالية، وتلك المشرفة على خطوط السير المفترضة لنواب الأمة، وعلى ساحة النجمة.
الفندق المذكور صار منذ ثلاثة أيام أشبه بقلعة أمنية. ازداد عدد عناصر الأمن الخاص والرسمي، وتجوب محيطه دوريات من شرطة بيروت وفرقة الفهود، إضافة إلى دوريات غير ظاهرة لعناصر من فرع المعلومات والاستقصاء والمخابرات، كما مُنعت السيارات من التوقف في محيطه. إضافة إلى ذلك، وُضعت مكعبات إسمنتية على بداية الطريق المؤدية من عين المريسة إلى فينيسيا، استُخدمت لتضييق الطريق بحيث لا يمكن لأكثر من سيارة واحدة المرور في الوقت ذاته. كذلك وُضعت مكعبات مماثلة قرب فندق مونرو، لتضييق الطريق الموصلة من برج المر إلى السان جورج، وكذلك الأمر بالنسبة إلى الطريق الممتدة من فندق فينيسيا إلى المصرف اللبناني الكندي، إلا أن النفق المؤدي إلى جادة فؤاد شهاب كان حتى بعد ظهر أمس من دون إجراءات على الخطين.
ومن المنتظر أن تقفل جميع الطرقات المؤدية إلى محيط مجلس النواب، من فندق فينيسيا وباب إدريس وزقاق البلاط والرينغ والصيفي.