باريس ـ بسّام الطيارة
قالت مصادر دبلوماسية فرنسية لـ«الأخبار» إن المطبخ الرئاسي بدأ العمل منذ وصول البطريرك نصر الله صفير إلى روما، وإن سياق العمل على حل توافقي كان قد دخل في مرحلة متقدمة جداً قبل عملية اغتيال النائب أنطوان غانم. ومع صعوبة قياس الانعكاسات التي تركتها جريمة الاغتيال على «ديناميكية الحل التوافقي» التي كانت تقطر عملية المشاورات، تؤكد هذه المصادر أن «من الممكن أن يعود مسار العمل إلى آخر مرحلة توقفت عندها المشاورات»، مشددة على أن «تفاصيل المعلومات والأسماء» ليست مهمة بقدر أهمية «الديناميكية التي نهجها القطبان: الرئيس نبيه بري والبطريرك صفير» ولا تستبعد أن «يكون المخرج التوافقي من خلال هذا المسار» وضمن الإطار الذي كان عليه قبل أسبوع. وتخوض المصادر في التفاصيل، كاشفة أن لدى «البطريرك لائحة أسماء، وكذلك لدى الرئيس بري لائحة»، وأن هذه اللوائح هي التي عملت عليها المصادر الفرنسية، بينما لفريق ١٤ آذار لائحته الخاصة التي وضعها الأميركيون «تحت اليد للربع ساعة الأخير». وتعود هذه المصادر إلى عشرة أيام ونيف لتذكّر بـ«الاعتراض الذي أظهرته قوى الأكثرية لدى الإليزيه» عندما احتجت على المعاملة التي تلاقيها قوى المعارضة، وترى أن هذه الاعتراضات كانت بسبب «القبول بالنظر في اللائحتين من دون العودة إليها».
وعن «الطريق الذي سلكته هذه اللوائح» يقول مصدر آخر إن صفير تلقى لائحة من «أوساط مقربة من المعارضة» تتضمن الأسماء الآتية: «ميشال سليمان وفارس بويز ورياض سلامة»، ويقال إن البطريرك قد أضاف إلى هذه اللائحة اسمين، هما: «ميشال إده ودميانوس قطار». وفي عودة إلى المصدر الفرنسي الذي يرى بحكم «خبرته في الحقل الدبلوماسي الشرق أوسطي» صعوبة تأكيد هذا السيناريو، وإن كان يجد تقاطعاً بين معلوماته وما يسميه «لائحة ٣ +٢». وهو إذ يرفض الدخول في «مسار تبادل الرسائل واللوائح» يؤكد من جهة أخرى وجود «ثلاث لوائح حالياً» تعكف الجهات على العمل عليها، ويرى في ذلك إشارات إيجابية جداً، إذ إنها «تثبت أن مبادرة فرنسا لجعل الفرقاء يتكلمون مع بعضهم قد نجحت في هذا المجال» وإن كان عبر الرسائل. ورغم عدم رغبة المصدر في الدخول بتفاصيل ما مرت به «مرحلة تبادل الرسائل» فقد كشف أن اللائحة الأولى المنسوبة إلى البطريرك تتضمن «دميانوس قطار سيمون كرم وميشال إده وجوزيف طربيه»، أما لائحة نبيه بري «المقابلة» كما يسميها المصدر فتتضمن «جان عبيد، ميشال سليمان، ميشال إده ودميانوس قطار». أما بالنسبة إلى لائحة ١٤ آذار فهي، حسب المصدر، تتمحور حول الأسماء التالية: نسيب لحود وبطرس حرب ورياض سلامة وغطاس خوري. وتؤكد مصادر فرنسية أخرى أن «التفاول في باريس بات كبيراً بعدما كان حذراً في مطلع الأسبوع، مشيرة إلى أن واشنطن تريد الانتهاء من الملف اللبناني للالتفات إلى الملف الإيراني». ومن هنا تستبعد هذه المصادر «تمضية شهرين بين أخذ ورد وجدل بين الفرقاء اللبنانيين»، وتؤكد أن «الثمار قد نضجت للوصول إلى رئيس توافقي» يكون مبنياً على «الرضى السلبي، أي عدم رضى الفرقاء كافة» مع التشديد على «أنه لن يُنتخب أي رئيس لا يوافق عليه صفير»، ومن هنا يمكن «قراءة لائحة الأسماء التي لن تنتخب» حسب هذا المصدر. وعن ظروف «التصويت والانتخاب»، وخصوصاً في ظل مطالبة بعض القوى بتأمين حماية دولية أو عربية لجلسة الانتخاب، يقول المصدر الدبلوماسي «إن إرسال شرطة دولية أمر غير عملي بتاتاً»، لكنه لم يستبعد «التهديد بقرارات دولية جديدة» أو بمحاولات استصدار «بيانات رئاسية من مجلس الأمن» تواكب عملية الانتخاب بحيث يمكن ضبط إيقاعها وعدم خروجها عن إطار «مستوى الأمن القائم في لبنان حالياً».