حدّد قائد القوات اللبنانية سمير جعجع الجلاّد والضحية، معتمداً على الاستنتاج و«القراءة السياسية» ومعلومات السفراء، ومختاراً المقاطع اللازمة لذلك من تقرير رئيس لجنة التحقيق الدولية سيرج براميرتس. وأعلن إمكان استهداف نائب للقوات خلال 48 ساعة.وقال جعجع في مؤتمر صحافي أمس: «في لبنان المعارضة تغتال الأكثرية»، ثم عاد واستدرك «نحن عملياً بين مطرقة سوريا وسندان 8 آذار، سوريا تقتلنا و8 آذار تحاول استثمار القتل، لا أتّهم أحداً من 8 آذار بالمشاركة المباشرة، لا أعرف، هذا أتركه للتحقيق وللتاريخ». ورأى أن الأكثرية تخوض اللعبة ديموقراطياً و«هناك فريق يخوضها دموية همجية حتى النهاية».
وبعد سؤاله: «من قتل أنطوان غانم»، اعتمد على الطريقة الأميركية في كشف «القاتل المتسلسل»، ليقول إن ما يجمع بين ضحايا عمليات الاغتيال من «ابن الحريري الى ابن الجميل، ومن شارل شيخاني الى سمير قصير، هو وقوفهم في وجه الوجود السوري في لبنان ورفضهم عودة نفوذه». كما استعان بمقاطع من تقرير براميرتس «تشير إلى أن وراء كل عمليات الاغتيال أهدافاً سياسية»، وسأل «كل علماء الاحتمالات: كم هو الإمكان أن يكون العشرون حادثاً تقريباً من قبيل المصادفة».
وحمّل مسؤولية عدم الكشف عن هذه الجرائم الى عدم حصول تغييرات في «المراجع القضائية والأجهزة الأمنية»، معتبراً أن الثانية «لغاية اليوم لم تصنّف المخابرات السورية تنظيماً عدواً، ولا تعمل عليها ولا على الشبكات الحليفة لها»، وأن «بعض المراجع القضائية لا يزال منذ عهد السوريين».
واتهم الرئيس نبيه بري بالقيام بـ«عمليات تمويه»، و«ببراعة ماهرة» على استراتيجية المعارضة، التي رأى أن خطتها و«خيارها الفعلي»: «إمّا رئيس ترضى به سوريا وتالياً سيكون على صورة الرئيس لحود ومثاله، وإما لا انتخابات رئاسية». ورفض الرئيس التوافقي، قائلاً: «نريد رئيساً للجمهورية تكون علاقته بنا كعلاقة الرئيس بري بقوى 8 آذار، وإما رئيس مجلس على صورة ومثال رئيس جمهورية كما يريدونه». ورأى أنه «في حال عدم التوافق، فمن واجب جميع النواب حضور الجلسة وإلّا يكن «ذنبهم على جنبهم». كما رأى أن عدم حضور كتلة بري جلسة اليوم، يعني عدم جدية دعوته الى الجلسة.
ورداً على سؤال عن تنبؤاته والنائب وليد جنبلاط بالاغتيالات، وعدم استهداف نواب القوات والحزب التقدمي الاشتراكي، عزا السبب الى أن نواب الحزبين «يعلمون كيفية اتخاذ الإجراءات الأمنية ويمتلكون الحس الأمني»، لكنه أضاف: «خلال الثماني والأربعين ساعة المقبلة، هناك إنذار قوي لنواب القوات اللبنانية، وهناك شيء يحضّر ضد أحدهم». وقال إن توقعاته تستند الى «قراءة سياسية»، وإلى «أن الفريق السوري عنده طريقة بالتصرف وردات فعل معيّنة»، إضافةً إلى «اتصال وتواصل مع فئات ومجموعات سياسية عدة، مع سفراء دول أجنبية، هؤلاء عندهم مجموعة معطيات من هنا وهناك، هذه المؤشرات تدلنا على ما يمكن أن يحدث». وتوقع «أن يكمل أعداء لبنان محاولات الاغتيال».
ودعا كتلة بري الى أن تدخل جلسة الانتخاب «وترضى بأي مرشح من مرشحينا»، معتبراً أن «الفريق الآخر، لديه رئاسة المجلس، وستكون لديه الحكومة التي يريدها بعد انتخاب رئيس الجمهورية». وقلّل من أهمية لقاءات بري مع البطريرك الماروني، ولاحقاً مع النائب سعد الحريري، بالقول: «عليهم ألّا يفكروا في أنه من خلال هذه الشكليات والزيارات والاجتماعات سيستطيعون المجيء برئيس كالرئيس لحود».
وشرح مطلب الحماية العربية والدولية بأنه اقتراح بـ«وجود قوة كبيرة لحماية بيروت الكبرى فقط لغاية حصول الاستحقاق الرئاسي»، وقال: «مقابل التجريم الذي يحصل لا حل سوى التدويل»، كاشفاً عن استمرار السعي إلى تحقيق ذلك «لكن متى، لا نعرف».
(مركزية)