طرابلس ـ عبد الكافي الصمد
يتوجّه نوّاب «التكتل الطرابلسي» الأربعة، اليوم، إلى مجلس النواب «موحّدين» بعد التباين الذي ظهر بينهم، وأدّى إلى شبه «انقلاب» داخل «التكتل» الذي يضم وزير الأشغال العامة والنقل محمد الصفدي، والنواب: محمد كبارة، موريس فاضل وقاسم عبد العزيز.
«الانقلاب» الذي تمثّل في إعلان كبارة وعبد العزيز موقفاً معاكساً لموقف التكتل حول النصاب الدستوري لجلسة انتخاب رئيس الجمهورية، إضافة إلى ما رشح عن موقف مماثل لفاضل، جعل الأمر يبدو وكأنّ الصفدي بات وحده يغرّد خارج السرب.
وإذا كانت لم تتضح بعد ملابسات هذا التحوّل المفاجئ في مواقف «ثلاثة أرباع» أعضاء التكتل، الذين كانوا حتى أيام قليلة مضت يؤكدون على موقفهم من ضرورة توافر نصاب الثلثين، فإن الخشية تكمن، بحسب أوساط مطلعة داخل التكتل، من أن يكون تيار «المستقبل» قد «لعب لعبته، واستطاع فرط التكتل، أو على الأقل ضعضعة موقفه، مستخدماً أساليب تتراوح بين التهديد والإغراء، أو الاثنين معاً». ويأتي ذلك متطابقاً مع ما أوضحته مصادر سياسية من أن كبارة وعبد العزيز تحديداً «تعرّضا لإغراء لا يقاوم من قبل آل الحريري وتيّار المستقبل»، مشيرة إلى «أن الصفدي سيرضخ في نهاية الأمر لأعضاء تكتله حرصاً على مواقعهم ومصالحهم جميعاً، على الرغم من عامل عدم الثقة الذي سينشأ بينهم»، متوقعة أن يكون «التأزم» عنوان المرحلة المقبلة في العلاقة بين الصفدي والنائب سعد الحريري.
الوزير الصفدي العائد من الخارج أخيراً تغيّب، أمس، عن جلسة مجلس الوزراء، وترأس اجتماعاً للتكتل استمر نحو أربع ساعات، أصدر بعدها بياناً استنكر «حملة التضليل والشائعات والاستهداف السياسي التي يتعرض لها الوزير الصفدي ووحدة التكتل»، مؤكداً «تمسكه بمبادىء 14 آذار وروحه، وموقفه الثابت بحضوره جميع جلسات انتخاب رئيس الجمهورية»، لافتاً في المقابل إلى «تمسكه بقراءته للنص الدستوري بأنه لا يجوز أن تنعقد جلسة انتخاب الرئيس إلا بنصاب الثلثين». وإذ جدد اعتباره أن «استمرار المقاطعة من قبل الأقلية البرلمانية، وبشكل خاص في الأيام العشرة الأخيرة التي تسبق انتهاء مدة الولاية، ستعطل الاستحقاق الرئاسي وتدخل لبنان في أوضاع كارثية»، رفض أن «تستغل المعارضة موقفنا الدستوري والوطني لتعطيل الاستحقاق الرئاسي».
وفي الموازاة، برز تطوران حملا أكثر من مؤشر: الأول تعرض صور للصفدي للتمزيق والتكسير في بعض أحياء طرابلس في اليومين الماضيين، ونشوب مشادات عدة بين أنصاره وأنصار تيار «المستقبل» في عاصمة الشمال، في أعقاب حملة اللافتات ضده الأسبوع الماضي والتي أزيلت بسرعة. أما التطور الثاني فتمثل في موقف للنائب مصباح الأحدب أمس، اعتبر بمثابة رسالة مباشرة موجهة إلى الصفدي، عندما أشار إلى أن مواقف كبارة وعبد العزيز تتماشى مع الشهامة التي يتمثل بها النواب، وقد اتصلت بهما وقالا إنهما لن ينسحبا من جلسة انتخاب الرئيس»، لافتاً إلى أنه «إذا كان الصفدي يلتفت إلى ما كتبت عنه بعض الصحف من أنه سيصبح رئيساً للحكومة المقبلة، فإننا نذكّره أنه بكتلة مكوّنة من أربعة نواب لا يقدر أن يصبح رئيساً للحكومة، في موازاة آخر عنده كتلة مكونة من أربعين نائباً، لذا عليه أن يروق ويطوّل باله».