فاتن الحاج
واصلت كلية الآداب للسنة الثانية على التوالي اعتماد معدل 10/20 في مواد الاختصاص في الشهادة الثانوية لإعفاء الطالب من اختبار الأهلية، بعدما كان المعدل 12/20

يطرح خفض معدل الإعفاء من اختبار الأهلية في كلية الآداب والعلوم الإنسانية في الجامعة اللبنانية علامات استفهام حول مستوى الطلاب وجدوى هذا الاختبار في اللغات العربية والفرنسية والإنكليزية، الذي وُجد لترشيد توجيه الطلاب بعد نسبة الرسوب العالية التي كانت تشهدها الكلية في السابق. لكنّ المسؤولين يرون أنّ الاختبار فرصة لمساعدة الطلاب، إذ يشير عميد الكلية الدكتور أحمد حطيط إلى أنّ الاختبار وضع بعض الضوابط، ومثّل لدينا الحد الأدنى من الاطمئنان إلى المستوى اللغوي لدى الطالب، وإن كان الاختبار ليس قانونياً باعتبار أن كلية الآداب كلية انتساب ولا يخضع طلابها لامتحان دخول. وبالنسبة إلى خفض المعدل من 12/20 إلى 10/20، يوضح أنّ الأمر ليس خفض معدل بل هو قضية تستنسبها الإدارة، بحسب الحاجة، وتفادياً لإلحاق الظلم بأي طالب قد يكون عمل على تحسين لغته في فترة الصيف، ومنعاً لقطع الطريق أمام الطلاب الذين يعانون ظروفاً اقتصادية صعبة.
وينفي حطيط أنّ يؤثر هذا الإجراء على المستوى التعليمي للطلاب، لأنّ الكلية تنظم دورات تقوية عبر مكتب اللغات في الإدارة المركزية ومركز اللغات والترجمة التابع للكلية في نيو روضة.
من جهتها، تلفت مديرة الفرع الأول الدكتورة هناء بعلبكي، إلى أنّ مجلس الجامعة اللبنانية أقرّ منذ 10 سنوات الاختبار «بناءً على مطالباتنا المتكررة نتيجة نسبة الرسوب العالية، وهو ليس امتحاناً أو مباراة». وتوضح بعلبكي أنّ الكلية لا تضمن نجاح الطلاب الذين يجتازون الاختبار، في نهاية العام، «وهو ما نبلغه للطلاب منذ البداية». وتشير إلى «أنّنا نفتح الأبواب أمام الطلاب، على أن يضاعف هؤلاء جهودهم خلال العام الدراسي»، متسائلة من جهة ثانية: «من يضمن لنا أنّ من حاز 12/20 في اللغات في الثانوية العامة يكون قد نالها بجدارة؟»، ما يطرح علامة استفهام إضافية حول مستوى الشهادة الرسمية. وتستدرك بعلبكي أنّ الكلية تستطيع ضبط العلامة لكون أسئلة الاختبار مدروسة وتكشف مستوى الطالب، مشيرة إلى أنّ هناك أعداداً لا تجتاز الاختبار، وتتحول إلى الاختصاصات الأخرى في الكلية.
وفي الوقت الذي ينتظر فيه المعنيون أن يفرح الطلاب بخفض المعدل، استغربت بعلبكي تخوّف ممثليهم من أن يؤدي هذا الإجراء إلى توافد أعداد كبيرة من الطلاب. غير أنّ بعلبكي تبدو مطمئنة إلى أنّ الأعداد لن تزيد لسبب بسيط هو تراجع الإقبال على العلوم الإنسانية لى في لبنان فحسب بل في العالم بأسره.
في المقابل، يتوقع رئيس مجلس طلاب الفرع الأول عباس قطايا أن تزداد الأعداد بعدما أُسقط حاجز امتحان الدخول، وهو ما قد ينعكس على القدرة الاستيعابية للكلية. وفيما لا يسجّل قطايا اعتراضاً على الإجراء الذي يمنح الفرصة للطالب بالحصول على مقعد جامعي، يقول إن ذلك يتطلب تعزيز الجهود لتوفير أدنى المقومات التعليمية في كلية تعاني ما تعانيه من غياب الحياة الجامعية وضعف التجهيز.
يذكر أن الإختبار هذا العام يجري في 16تشرين الأول المقبل.